×
محافظة المنطقة الشرقية

جرعات قليلة من زيت السمك تخفيف نوبات الصرع الصعبة

صورة الخبر

مدينة (إرفاين) إحدى المدن الصغيرة في ولاية كاليفورنيا.. لا يتجاوز عدد سكانها ربع مليون نسمة.. وهم خليط من جنسيات وأديان وألوان وأطياف متعددة.. المسلمون فيها غالبيتهم من الطلاب والعاملين يكونون نسبة تكفي لإن يضيق بهم المركز الإسلامي في المناسبات والتي أهمها صلاة الجمعة، مما يضطر فيها المركز إلى فتح جميع مكاتبه ومساحاته الداخلية والخارجية لاستيعاب المصلين الذين لا يسع المشاهد لزحمتهم إلا أن يعجب بقوة رابطة الإسلام التي جمعت بين هذه الأجناس والجنسيات والمستويات والأعمار في شعيرة من شعائره التي هي في جلها اجتماع على المحبة والتآلف والتعاون في التسامح. وكلمة التسامح التي قلتها وصفا لذلك التجمع الجميل لا تتجلى في تصافح وتحيات وسلام كل فرد مع الآخر ممن حضر للمركز للصلاة، بل في قبول الآخر والتعاون والحوار معه وقبوله كإنسان وكمعتنق لديانة أخرى.. أقول هذا الكلام على إثر ماقاله الإمام بعد إحدى صلوات الجمع، حيث أعلن أن صلاة الجمعة القادمة ستكون على دفعتين (صلاتين)، وعلى كل من يود الصلاة اختيار أي من التوقيتين المتلاحقين واللذين لايفصل بينمها غير وقت خروج الفوج الأول، ودخول الفوج الثاني ليحضر أذان الجمعة وخطبتها وصلاتها.. أما السبب في ذلك فهو اقتسام مساحات مواقف السيارات وكثافة الحركة الأسبوعية يوم الجمعة مع كنيسة مجاورة للمركز الإسلامي والتي صادف في تلك الجمعة وجود مناسبة لتلك الكنيسة تتطلب توفير مواقف ومساحات إضافية للسيارات وللمرتادين، وقال إمام المركز الإسلامي وهو يعلن تلك المعلومة للمصلين «إن الإخوة في الكنيسة طلبوا منا ذلك»، وقد علمت من أحد المصلين أن هناك تعاونا مستمرا ودائما بين المسجد والكنيسة، حيث تفسح الكنيسة مساحاتها للمسلمين في صلاة الجمعة الذين تتزايد أعدادهم، ومن باب التعاون أن يعمل المسجد على تمكين الكنيسة من استغلال مواقف المسجد ولاسيما أن ذلك التعاون لن يلغي أو يوقف أداء شعيرة الجمعة، ويضاف إلى هذا التصرف الإسلامي المنطقي الحكيم وعقيدتنا المرنة وعبادتنا الأكثر اتساعا واستيعابا للمتغيرات. من ناحية أخرى عجبت كثيرا للدعم اللوجستي من الجانب الأمريكي الرسمي لذلك المحفل الإسلامي الأسبوعي فقد كان هناك شرطية وشرطي يقفان بجوار التقاطع المؤدي إلى المركز الإسلامي ينظمان دخول وخروج المصلين، ووقوف وانصراف سياراتهم وإرشادهم إلى الأماكن المتاحة للوقوف. هذا المشهد الجميل لا أعتقد أن أي متطرف اليمين أو الشمال أو من أولئك الإقصائيين أو من قوم داعش قد شاهده أو عرفه أو تعامل معه. اللهم أهد ضالنا إلى سواء السبيل.. وخلص الإسلام ممن أساؤوا إليه قولا وعملا وفكرا.