** بالرغم من تورط صاحبكم في التقنية منذ أكثر من ثلث قرن وإجادته البرمجة بإحدى لغات الحاسوب فما يزال مقتنعًا أن الورق أساسٌ في التوثيق يتصدى لأجواء الزمن وتجوياته ويبقى الشاهد الأهم على تأريخنا وتراثنا وتآليفنا؛ فالتقنية متبدلة لا يعنيها ما يتلف بالتغيير وما يستعصي على التطوير. **لا جدل أن محركات البحث الميسرة قد اختصرت الدروب أمامنا بحثًا عن المعلومة واستضاءةً بمكوناتها، ولكنَّ افتراضَ صمودها أمام عوادي الدهر غيرُ ثابت، ويذكر أستاذه « بيرني دوج» في جامعة «سان دييغو الحكومية» الذي قال لهم: إن ما يعلمه لهم أول الفصل سيكون قديمًا آخره. ** بات ذوو المكتبات المنزلية الثرية يتنازلون عنها بالبيع آنًا وبالإهداء أحيانًا ، وأبلغه أستاذه الدكتور عبدالله الغذامي أنه قد أتاح معظم مكتبته لباحثين يمنيين ولم يبق منها سوى أقلَّ من ثلثها، ومثله آخرون أهدوا مكتباتهم لجامعات عربية ومراكز اجتماعية وتعليمية محلية وخارجية، وقد يُهدي المهدَون ما أُهدي إليهم أو يفرط الوارثون بما ضاقت به منازلهم. ** وفي زيارة خاصة لشيخه العلامة أبي عبدالرحمن ابن عقيل واطلاعه على ما بقي من مكتبته ؛ تساءل صاحبكم عن إمكان قيام مؤسسة ثقافية باسمه تحتوي نتاجه المقروء والمرئي والمسموع ومكتبته الورقية والصوتية ومقالاته وتهميشاته وقصاصاته،وهو ما يفتح نافذة حول مصير مثل هذه المكتبات والوثائق النادرة لرموزنا إن لم تتهيأ لها مراكز ثقافية تحتويها بعدما بات التقليل من قيمة الكتاب المطبوع نغمةً يدندن حولها العامة ولم يسلم من ترديدها بعض الخاصة. ** سعد حين علم من صديقه الدكتور محمد المشوح نيتهم تكوين مؤسسة ثقافية باسم معالي العلامة الشيخ محمد بن ناصر العبودي في بريدة، ويتمنى أن ترى النور سريعًا، ويذكر أن الشيخ قال في إحدى جلساته : إن لديه كتبًا نادرةً قد لا توجد عند سواه، كما أن في مكتبته أكثر من خمسين ألف وثيقة، ومؤسسة العبودي الثقافية ستكون أحد مراكز البحث المهمة على مستوى الوطن. ** نعود إلى مكتبة شيخنا أبي عبدالرحمن؛ فهي كنز معرفي شمولي يملأ قبو منزله العامر،وفيها ما لا يجوز التفريط به ؛ فعسى موسرو « شقراء» يتبنون إنشاء مركز ثقافي باسم شيخنا تكون نواتُه مكتبتَه، كما هي أمنية أن تتولى هيئة الثقافة - بعد مباشرة أعمالها - وضعَ هذه المكتبات الاستثنائية. **المراكز وقاء.