أشارت تقارير صحيفة عراقية إلى اقتراب موعد «معركة الموصل» ثاني أكبر المدن العراقية، والتي سقطت قبل أسابيع بقبضة تنظيم «داعش الإرهابي» إذ ذكرت وسائل إعلام حكومية أن خطة اقتحام المدينة قد أُعدت، في حين حذرت شخصيات سنية من مشاركة المليشيات الشيعية بالعملية. وأعلن الجيش الأمريكي أن طائراته نفذت أمس -بطلب من الحكومة العراقية- غارات جوية على مواقع لتنظيم «داعش الإرهابي» قرب سد حديثة في محافظة الأنبار، مؤكدًا أن الضربات هدفت لوقف الخطر الذي يتهدد أمن السد. وقالت صحيفة «الصباح» العراقية الحكومية إنه بعيد إعلان جهاز مكافحة الإرهاب إعداد «خطة لتحرير مدينة الموصل» شرعت القوات الأمنية بعملية عسكرية واسعة للسيطرة على مناطق شرق المدينة، بالتزامن مع محاصرة قوات البيشمركة بلدة بعشيقة وتحرير قرى «ئيسقوفك» و»كاني تل» و»جبل زرد» بينما بدأت التحضيرات المشتركة بين الجيش وقوى ما يعرف بـ»الحشد الشعبي» التي تضم فصائل شيعية مسلحة لـ»تحرير قرية البشير المحاصرة منذ فترات طويلة. وأضافت الصحيفة بأن «القوات الأمنية بمساندة متطوعي الحشد الشعبي تعتزم تنفيذ عملية عسكرية واسعة لتحرير قضاء الدور جنوب شرق تكريت» مشيرة إلى أن هذه العملية هي جزء من خطة أكبر يجري الإعداد لها لتحرير مدينة الموصل، مضيفة بأن القوات «تتقدم نحو مدينتي تكريت وبيجي، لتحريرهما من عصابات داعش الإرهابية.». من جانبه، نقل موقع «تحالف متحدون» الذي يعتبر من بين أكبر تكتلات السنّة في البرلمان، عن محافظ نينوى، أثيل النجيفي، رفض المحافظة «دخول أي قوات إلى نينوى غير مرتبطة بوزارتي الدفاع والداخلية، أيًا كانت مسمياتها، سواء كانت تلك القوات مما يسمى بالحشد الشعبي أو مليشيات أو متطوعين. وتابع النجيفي بالقول: «لن نقبل بدخول أي قوات ما لم يكن هناك تمثيل من أبناء المحافظة فيها من الضباط أو قادة أو مقاتلين. ولفت إلى أن الضربات الجوية التي ستنفذها القوات الأمريكية ضد مسلحي داعش «ينبغي أن تستهدف طرق إمدادهم وتموينهم، لا أن تستهدف مقراتهم التي هي على مقربة من المدنيين». إلى ذلك قال الناطق باسم الجيش الأمريكي، الأميرال جون كيربي، إن سد حديثة ما زال تحت سيطرة الجيش العراقي المدعوم بالقبائل السنية المحلية، وتابع كيربي في بيان له بالقول: «الغارات نفذتها طائرات تابعة للقيادة الأمريكية الوسطى، وقد جرت بموجب تفويض حماية المصالح الأمريكية والأمريكيين ودعم العمليات الإنسانية والقوات العراقية العاملة على تحقيق هذه الأهداف». ولفت كيربي إلى أن القوات الأمريكية «ستواصل القيام بالعمليات المطلوبة منها لدعم القوات الأمنية العراقية والقبائل السنية التي تعمل معها لحماية سد حديثة»، مؤكدًا أن السد الموجود على نهر الفرات «يؤمن المياه العذبة ومياه الري لملايين العراقيين، ويضم ثاني أكبر معمل لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام المياه في العراق.»واعتبر كيربي أن فقدان القوات العراقية للسيطرة على السد أو حصول «خلل كارثي» فيه قد ينتج عنه فيضان يمكن أن يهدد الأمريكيين والمنشآت الأمريكية في بغداد وجوارها، كما قد يهدد حياة آلاف العراقيين.