×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / أمين منطقة نجران وأعضاء المجلس البلدي يزورون محافظة ثار

صورة الخبر

كل ما يتصل بالمرأة يدخلنا في جدل بيزنطي لا ينتهي وكأن المرأة هي المعضلة الوجودية الوحيدة التي نعيش من أجل فك طلاسم وجودها.. وجل ما يثار من مناقشات أو حراك اجتماعي مبعثه المرأة وأعتقد أن سبب ذلك يعود إلى نظرة فقهية قاصرة للمرأة ومما يثار الآن من جدل هو عن كيفية إسعاف المرأة وأنه بالإمكان إسعافها من غير لمسها يعيد ذكرى الوفيات اللاتي زهقت أرواحهن بسبب التعنت في كيفية إسعاف المرأة. وأذكر أنني كتبت منذ فترة بعيدة مقالا بعنوان (تسهيل الموت) ودار في فلك المنع الذي يتعرض له المسعفون من دخول التجمعات النسائية عند حدوث حادثة توجب التدخل الاسعافي وهي القضية التي ظلت في خانة المسكوت عنه ولم تجد مناقشة إعلامية تكسبها حضور القضايا الاجتماعية المقلقة التي يجب علينا جميعا المشاركة في ايجاد الحلول المثلى لتجنب كوارث حوادث التجمعات النسائية، فهي من القضايا التي يتذكرها الاعلام عندما تحل (مصيبة) في مكان ما ثم (يقلب الصفحة) كأن لم تكن وقد كانت حادثة حريق إحدى مدارس مكة المكرمة هي الشرارة الاولى التي نبهتنا لخطورة منع المسعفين من الدخول لإنقاذ أرواح بشرية تعرضت لحريق، وفي تلك الحادثة ماتت خمس عشرة نفسا (وعدد كبير من المصابات) بسبب تعنت المنع من دخول المسعفين أو أولياء أمور الطالبات وغلق باب الخروج على الطالبات بينما الحريق يشتعل ويلتهم الموجودات.. ذلك الحادث كان من الممكن أن يغير وجهة رأي الجهات المعنية واستصدار قانون ملزم يتيح للجهات المسعفة دخول أي مكان تتعرض فيه المرأة للخطر من غير الحاجة إلى إذن أو انتظار ذلك الإذن، ولأننا مازلنا نعيش بنفس عقلية المنع تتكرر حوادث ضحايا هذه العقلية ونذكر في ذلك وفاة طالبة بجامعة الملك سعود بسبب تأخر إسعافها والفتاة (فاطمة) التي غرقت في شاطئ جدة وحوادث عديدة لا حصر لذكرها. وإذا لم يكن بالإمكان زحزحة هذه العقلية عن موقفها المتصلب فيمكن أن توجد حلول أخرى تقينا تضاعف نسب المصابين في حوادث التجمعات النسائية وهي حلول مقدور على تنفيذها لو توفرت النية في تثبيتها وإقرارها، فمثلا يمكن ايجاد مستوصف مصغر داخل جامعات البنات ومجهز بكل الوسائل الاسعافية بدءا من الطاقم البشري وصولا إلى الاجهزة الطبية وربما يقول قائل إن بعض الجامعات أو الكليات النسائية يوجد بها ما تطالب به إلا أن الواقع يشير إلى أنها مستوصفات صورية تقتصر على أفراد محدودين (لا يتجاوز عدد أفرادها الثلاثة أو الأربعة)، وإن كان هذا الحل يفيد الجامعات إلا أن مشكلة الانقاذ والاسعاف يجب أن تطال كل التجمعات النسائية فيصبح حل هذه المعضلة هو فتح باب توظيف النساء في الهلال الأحمر وكذلك في الدفاع المدني لكي يباشروا عملية الانقاذ والاسعاف في تلك المواقع من غير الحاجة لانتظار أمر مباشرة اسعاف المصابين... ولو تم تشغيل النساء في هذين المرفقين فسوف نستفيد أولا الانقاذ السريع لحياة النساء وثانيا امتصاص جزء من بطالة المرأة.. أعلم أن هذا الطلب سوف يثير غضب البعض، وللأسف دائما تقودنا عقلية المنع لثنائية مربكة حتى وصل الأمر أننا نبحث عن الحلول في مسائل ثانوية لا تعد مشكلة في أي موقع من الأرض وهذا ما يفقدنا التركيز لإيجاد حلول للقضايا الكبرى فتظل المرأة هاجسنا الذي ينخر في الرؤوس ويعطل البت في كثير من القضايا التي تعد هامشية عند الدول الأخرى. Abdookhal2@yahoo.com