ـ من حين إلى آخر تسمع أن فلاناً أو فلانة تابا من الليبرالية، وأحياناً تأتيك رسائل تحثك على متابعة هؤلاء الفلتات مثل: تابع تغريدات الأستاذة () التائبة من الليبرالية، أو تابع تغريدات مهمة للكاتب الرائع () التائب من الليبرالية.. “من جدكم وإلا تمزحون”؟!! ـ للوهلة الأولى تظن أن هؤلاء الأشاوس خرجوا من حزب شيوعي ملحد، أو أنهم تورطوا في عضوية حزب البعث العربي الاشتراكي؛ ثم بعد أن تأكدوا أنه يقتل الأطفال والنساء في سوريا انصرفوا عنه تائبين منيبين.. لكن الحقيقة أن هؤلاء يختلفون تماماً عما تظن وتتوهم. ـ فبمجرد أن تعود إلى سيرهم لا تجد ذلك الشيء المثير أو التحول المفصلي بين نقيضين؛ بل تجد أن وراءهم قصص فشل كبرى وتوهان عن الهدف، أو أنهم -وهذا هو الغالب- وجدوا فرصاً أفضل للظهور الإعلامي، وبالطبع فهناك من يطبل لمثل هذه الحالات “الصوتية” ويحتفي بها على طريقة عودة الابن الضال، وهم سعداء بهذا التطبيل المجاني!! ـ طبعاً لا مشكلة أن تقتنع بفكرة ما أو ترفضها؛ المشكلة حينما تُلبس تحولاتك الفكرية (أو بالأحرى المصلحية) ثياب التوبة ومسوح العائدين إلى الحق.. أظن أن هذا لعب بعقول البسطاء، وجزء من حرب التيارات الوهمي في مجتمع لا يوجد به أصلاً سوى تيار إسلامي عريض جداً مهما تعددت التوجهات. ـ الأفكار موضوعة على الطريق مثل المعاني كما يقول عمنا العربي القديم، وهي لا تستدعي التوبة حينما تبادل بينها وتختار منها ما يناسبك؛ طالما أنك داخل النطاق الأخلاقي للدين ولم تنحرف عنه أو تحاربه.. رجاء لا تلبسوا على العامة، ولكم مطلق الحرية في تبديل الأقنعة كما تريدون!!