×
محافظة مكة المكرمة

شاهد.. تفاعل طلاب وموظفي "المويه وظلم" مع "بصمة وطن"

صورة الخبر

في فبراير من العام 1972 كان العالم ينظر إلى صور تاريخية غيرت صورة العالم وأحدثت تحولا في المسار السياسي الدولي.الرئيس الأميركي.. حينذاك ريتشارد نيكسون في قصر الشعب ببكين يصافح عدو الإمبريالية العالمية ماوتسي تونغ. يشرب الشاي الأخضر معه ويمازح رئيس الوزراء الدبلوماسي المحترف شو ان لاي، يصفق لفرقة باليه من فتيات صينيات صغيرات ويتنزه مع زوجته على سور الصين العظيم فاتحا صفحة جديدة مع بكين التي ناصبتها العداء بعد الحرب العالمية الثانية ووصول الشيوعيين إلى الحكم بزعامة ماوتسي تونغ وذلك على الرغم من الدور الذي لعبته أميركا في حماية الصين من العدوان الياباني. كان ريتشارد نيكسون، نائب الرئيس دوايت أيزنهاور ومرشح انتخابات الرئاسة الخاسر في العام 1960، أحد الزعماء الأميركيين الذين كانت معاداتهم للشيوعية وللصين معروفة جيدا. انتخب رئيسا للولايات المتحدة في العام 1968، وبدا احتمال تخفيف حدة التوترات مع الصين أبعد من أي وقت مضى. إلا أن نيكسون اتفق مع تقديرات كبار المسؤولين في وزارة الخارجية على أن الصين قد تساعد الولايات المتحدة على إنهاء الحرب في فيتنام وتساند الجهود الأميركية لمواجهة القوة السوفييتية المتزايدة. وأدرك أن المزاج المتغير للشعب الأميركي، بالإضافة إلى مؤهلاته الشخصية السابقة المعادية للشيوعية، يسمحان له بالسعي للتوصل إلى ترتيب مع الصين. تحركت حكومة نيكسون ببطء وحذر، وبدون أي مخاطرة بأمن الولايات المتحدة، معربة عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الصين. وفي الوقت نفسه كان شو إن لاي، رئيس الوزراء الصيني يعمل نحو تحقيق الهدف نفسه، كما يتضح من دعوته لفريق البنغ بونغ الأميركي لزيارة الصين واتصالاته عن طريق باكستان. وتمكن تدريجيا من إقناع ماو المتشكك بأن الولايات المتحدة لم تعد تشكل تهديدا للصين وقد تكون مفيدة في جهود بكين للوقوف في وجه الضغط السوفييتي. وتحقق الإنجاز الكبير في العام 1971. يقول وارين أي. كوهن الأستاذ الجامعي المتميز بجامعة ماريلاند الأميركية في مقال له عن تلك الخطوة التاريخية التي غيرت وجه العالم إن العالم اكتشف في يوليو 1971 أن كيسنجر قد عاد لتوه من مهمة سرية إلى الصين. وأعلن نيكسون أنه هو، رئيس الولايات المتحدة، قد قبل دعوة لزيارة الصين. وأيدت الولايات المتحدة في أغسطس وسبتمبر، ولأول مرة، جلوس ممثل بكين في مقعد بمجلس الأمن الدولي في حين قدّمت دعما رمزيا لجهود تايبة، التي كانت أميركا تعترف بنظامها ممثلا لكل الصين، للاحتفاظ بمقعد لنفسها. وفشل اقتراح أميركي بوجود مقعدين لوفدي البلدين، ومما أضعفه قرار كيسنجر لأن يختار ذلك الوقت للذهاب إلى بكين. وفاز اقتراح ألباني باستبدال ممثل تايبة بممثل بكين بسهولة. كان كيسنجر، اليهودي الصهيوني الماكر، آنذاك مستشارا للأمن القومي ومن ثم وزيرا للخارجية في حكومة نيكسون وهو مهندس التقارب الاميركي مع الصين، وطبعا خبيرا في العلاقات الدولية وبخاصة في هندسة الأوضاع العالمية غداة الحروب الساخنة والباردة. وها نحن نرى كيسنجر نفسه، وهو في الحادية والتسعين، يهندس العالم لما يسميه بعض الساسة حربا باردة جديدة ويسميها البعض الآخر حربا عالمية ثالثة لكن بوسائل مختلفة، قليل من السلاح وكثير من ضرب الدول الصغيرة ببعضها وصولا إلى قسمة جديدة وخرائط جديدة ومناطق نفوذ جديدة للقوى الأكبر في العالم وهي في هذه المرحلة روسيا وأميركا والصين. وها هو كيسنجر نفسه يزور بكين بعد ستة وأربعين عاما من تلك الزيارة التاريخية ليلتقي الرئيس الصيني شي جينبينغ، ويؤكد أن الولايات المتحدة والصين باتتا تناقشان معا شؤون كل العالم. قائلا في بكين لم أكن أتصور أنه سيأتي يوم يشهد اجتماع الصين والولايات المتحدة لتناقشا معا مستقبل السلام والتنمية في العالم بأسره وفي حفل استقبال فخم في قصر الشعب عبر عن شكره للرئيس شي، لأنه خصص له وقتا لاستقباله شخصيا كمواطن عادي يقوم بزيارة خاصة إلى الصين! ورد شي جينبينغ: ستلقون دائما استقبالا حارا خلال زياراتكم للصين. وأضاف: لقد نجحتم في إذابة الجليد في العلاقات بين بلدينا، داعيا إلى مواصلة بناء نموذج جديد للحوار بين القوتين العظميين. كما زار كيسنجر موسكو والتقى رئيس الوزراء ديمتري ميدفيدف وذلك قبيل التدخل العسكري الروسي في سوريا مكملا بذلك اعداد خريطة العالم الجديد. وهذا ما يفسر لغز داعش كصنيعة يهودية أميركية وأداة لرسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط والعالم.. وهو ما كشف عنه لوران فابيوس بعد أن استقال من منصبه كوزير لخارجية فرنسا بقوله هناك مواقف ملتبسة، بما فيها من جانب أعضاء في التحالف. لن أكرر ما سبق وقلته مرارا، خصوصا حول من يقود التحالف في شكل رئيسي (الولايات المتحدة) وآخرين أيضا. ليس ثمة شعور بوجود التزام قوي جدا. بالقضاء على داعش. وثمة تناقض بين ما يصرح به الرئيس الأميركي باراك اوباما ووزير خارجيته. يذكر أن واشنطن تقود تحالفا من أكثر من ستين بلدا ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، لكن باريس التي تؤيد بقوة المعارضة المعتدلة في سوريا تعتبر منذ أسابيع أن واشنطن تبدي تساهلا كبيرا حيال روسيا الداعمة سياسيا وعسكريا لنظام دمشق. ما هو نصيب العرب من هذه القسمة، وأين موقعهم في العالم الجديد ؟ كيسنجر أجاب ضمنا عن هذا التساؤل في حديث لصحيفة ديلي سكايب بقوله عما سماه الحرب العالمية الثالثة إنه يدرك أن كلاً من الدبّ الروسي والتنين الصيني لن يقفَا موقف المتفرج ونحن (الأميركيين) نمهد الطريق لقوتنا، خصوصًا بعد أن تشن إسرائيل حربًا جديدة بكل ما أوتيت من قوة لقتل أكبر قدر من العرب. وهنا سيستيقظ الدب الروسي والتنين الصيني، وقتها سيكون نصف الشرق الأوسط على الأقل قد أصبح إسرائيليًا، وستصبح المهمة ملقاة على عاتق جنودنا !!!