بهذا العنوان أعني التكلفة التي تطلبها بعض دور العلم الأهلية. فلو حسبنا ماذا سيُخرجون لنا لوجدنا أنها تتعدى مصاريف إعداد طفل لدخول اكسفورد وكيمبرج وهارفارد وبرنستون. الصبي والفتاة يحتاجان إلى من يوصلهما لدار العلم. ويحتاجان إلى من يعيدهما إلى منزليهما ويحتاجان إلى ما فوق ذلك من ملبس موحد وأدوات دراسية. كل هذا لا نفترق فيه مع حاجات التعليم في الدول المتقدمة إلا مسألة التوصيل إلى والعودة من المدرسة أو الكلية. وثمة عبارة يقولها العامة إذا استكثروا ثمن الخدمة أو السلعة. يقولون: "أغلى من بيع السوق" العبارة يطلقها الناس على كل شيء تفوق تكاليفه مثيله. وقد يكون هذا الشيء خدمة تعلو قيمتها على فائدتها. ولعل اللافت بقوة أن تعليم الصبي والفتاة في بلادنا منذ الصغر وحتى التخرج "أغلى من بيع السوق". وبما أن التعليم عندنا أصبح عطشاً لابد من إروائه فقد تحملت ميزانية الأسر هدراً مالياً ووقتاً. والوقت من ذهب أو كما يرد في أمثال الإنجليز: تايم إز موني TIME IS MONEY. فهذا الصراع البشري يقل في الغرب بسبب وجود وانتشار دور العلم في متناول الناس توزيعاً وإشغالاً. وهذا مما يقلل المعاناة ويوفر وقت الناس لأداء أعمال أخرى. شخصياً لا أتوقع في المستقبل القريب ظهور مدارس أهلية تتماشى مع ميزانيات الأسر المتوسطة، ما دام الأمر أصبح مباهاة وتسابقاً نحو الميزة. فبعض الأسر لا تود أن "يقول الناس" أن ابنهم أو ابنتهم تتعلم في مدرسة حكومية أو مدرسة أهلية. فالكل يريد التميّز والتحلّي بالمظهر. مع أن المدارس الغالية لا تُعطي ضماناً في الإتقان والبراعة والتفوّق والحذاقة والإجادة. فإذا تخرج الفتى أو الفتاة فإن كشف المصاريف نقداً ووقتاً هو حتماً في الغرب أقل بكثير منه عندنا. وخيار السائق أو التوصيل الشخصي هما أمران أحلاهما مّر. فالأول يحتاج إلى مصاريف استقدام وإقامة وسكن ورخصة والثاني إلى الكثير من الاستئذان من عمله المترافق مع هاجس الزحمة والإشارات. كان الله في عون أولياء الأمور. مادام حب التميز يلاحقنا في كل شيء.