المتمعن جيداً في مضمون بيان الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي على خلفية قضية الاعتداء على المواطنة وزوجها الأجنبي من قبل بعض منسوبي الهيئة. المتمعن في ذلك البيان سيدرك نتائج أداء الفكر العملي والإداري الجديد والحضاري الذي أصبحت تتعامل به الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اليوم.. فمن الواضح من خلال نص هذا البيان أنه فكر مختلف ينهج الأسلوب الأمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. البيان الجديد بيان مشرّف في أسلوبه وفي مضمونه وفي عباراته وفي سرعة صدوره.. بيان حمل صورة مثالية من الشفافية والصراحة ونقل الحقيقة ونهج جديد من التواصل الاجتماعي وهذا ما ظل ينشده الجميع في هذا القطاع الذي ظل يؤدي مسؤولية دينية واجتماعية ورسمية يؤمل منها وفيها من سنوات أن تكون مسؤولية مثالية وقدوه من واقع وسلوك وتعامل إسلامي في كل شيء. ذلك البيان "الجديد" والمختلف يبشر إن شاء الله أن هذا القطاع من خلال الفكر الإداري الجديد مقدم على آلية عمل وتعامل ومخاطبة تحمل الشيء الكثير والكثير من تطلعات المجتمع.. آلية عمل يسعى من خلالها معظم منسوبي هذا القطاع اليوم إلى تعويض المجتمع عن "بعض" التصرفات والأساليب الفردية التي حدثت في السابق وهي تصرفات حاولت أن "تختطف" مسؤولية الحسبة من أهدافها وغاياتها النبيلة إلى أمور أخرى!! هي أبعد من غاية ومهمة الأمر "بالمعروف" و "النهي" عن المنكر فتجاوز أصحاب تلك التصرفات الفردية إلى مهام القبض والتعقيب والمطاردة والتشهير والتحقيق والبحث والتحري والمراقبة وهي أصلاً من مسؤولية ومن مهام جهات رسمية أخرى!! إن "الأمر بالمعروف" بكل ما تحمله وتعنيه هذه التسمية مهمة إسلامية غايتها وهدفها وأسلوبها تتطلب أن يكون منفذوها خير قدوة، ومثالاً جاذباً لكل أطراف المجتمع من خلال أسلوب أداء وتعامل في العمل وفي القول وفي اللفظ وفي السلوك وحتى في النوايا وفي المظهر وفي طبيعة التعامل مع كل الحالات أياً كان أطرافها.. ولكن هذه المهمة شوهت للأسف كثيراً من خلال حالات "فردية" تجاوزت الكثير من الحدود ورأينا من خلالها أسلوباً فضاً وخشناً في التعامل والمطاردة والقبض، وهي كلها أساليب مرفوضة!! لم يشاهد مثلها من أيّ من منسوبي الجهات الأمنية في كثير من الحالات الأمنية والإرهابية وهي الجهات التي تملك الحق والصلاحية النظامية في ممارسة مثل تلك الأساليب بل وأكثر من ذلك!! إذا كانت الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد عانت كثيراً من النقد الاجتماعي والإعلامي الحاد في السابق على أثر بعض المواقف والحوادث والحالات الفردية؛ فإن من حق الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اليوم أن تلقى الشكر والتقدير من الجميع على ما حمله هذا البيان "المختلف" من نهج جيد يبشر إن شاء الله بمستقبل عملي ميداني من كافة منسوبي هذا الجهاز وهذا ما يؤكد إن شاء الله أن الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قيادة وإداريين وأعضاء وعاملين يعملون اليوم جاهدين إلى إعادة مسؤولية "الحسبة" إلى طبيعتها الإسلامية المثلى وهنا سيكون جميع أفراد المجتمع من رجال حسبة!!