حذر خبراء أميركيون في شؤون الشرق الأوسط إدارة الرئيس أوباما من الادعاءات الإيرانية التي توحي بحدوث تحول في سياسات طهران تجاه ملفها النووي، أو وجود انفتاح في سياستها الخارجية، مشيرين إلى أن الدافع الرئيسي لتلك المحاولات هو رغبة النظام الإيراني في الحصول على مزيد من الوقت يسمح له بإكمال برنامجه النووي الذي تم تسريع العمل فيه مؤخراً. وفي ندوة أقامها خبراء معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى قال مدير الأبحاث بالمعهد باتريك كلاوسون إن الرئيس الإيراني حسن روحاني لا يملك القدرة على إحداث هذا التحول المزعوم والرغبة في إجراء مفاوضات جادة توصل بلاده إلى حل مع المجتمع الدولي. وأضاف "روحاني ليس سوى واجهة سياسية لا أكثر، وكافة سياسات النظام يشرف على إعدادها مرشد الثورة علي خامنئي الذي يعارض إيقاف البرنامج النووي أو تفكيكه أو إخضاعه لإشراف دولي كما أعلن ذلك مراراً، فما الذي يدعوه إلى إظهار التقدير والتفهم لمخاوف المجتمع الدولي بهذه الصورة المفاجئة؟". ومضى قائلاً "التفسير الوحيد لهذا التحول هو أن طهران باتت أقرب مما نظن من إنتاج قنبلتها النووية، وهذا الوضع يحتم على الولايات المتحدة أن تقود الجهود داخل مجلس الأمن الدولي لإصدار مزيد من العقوبات الاقتصادية التي أثبتت نجاحها في إبطاء التقدم الإيراني ومنعه من دخول النادي النووي". من جانبه حذر الباحث بالمعهد لوري بوجارت من خطورة تسريع البرنامج النووي الإيراني، وقال إن طهران استطاعت رغم الصعوبات التي تواجهها جراء العقوبات الدولية المضي في خططها النووية، وأنها تريد كسب المزيد من الوقت لإكمالها. وأضاف "استأنفت طهران منذ منتصف العام الحالي تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة تمكنها من تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع. لذلك لا بد من تشديد العقوبات الاقتصادية، لأنها السبيل الوحيد لإيقاف ذلك البرنامج". وفي هذا السياق قال مبعوث إيران الجديد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير رضا نجفي أمس إنه سيتعاون مع الوكالة من أجل "التغلب على المشكلات القائمة نهائيا"، مما يشير فيما يبدو إلى أسلوب أكثر مرونة تنتهجه الحكومة الجديدة في طهران. لكن نجفي الذي يحضر أول اجتماع له في مجلس محافظي الوكالة أكد مجددا موقف إيران القائل بأنها لن تتخلى عما تعتبره حقها في برنامج سلمي للطاقة النووية. إلى ذلك أعلن التلفزيون الإيراني أن كبير المفاوضين السابقين في الملف النووي سعيد جليلي عين أمس عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام. وعين جليلي العضو في الجناح المتشدد للنظام، من قبل خامنئي بعد يومين على فقدان منصبه أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي حيث كان مكلفا منذ 2007 بالمفاوضات مع الدول الكبرى حول برنامج طهران النووي.