×
محافظة المنطقة الشرقية

تهديدات بالقتل وإتلاف سيارات معلمي مدرسة ثانوية والفاعل مجهول

صورة الخبر

فـــي الـبدايـة لابد أن نؤكد أن القلم المسؤول هو الذي يجد الاحترام والتقدير من المجتمع بشكل عام ومن المسؤول بشكل خاص، ونحن اليوم نادراً ما نقرأ لذلك القلم الذي يكتب بعيداً عن التعصب والجدل الذي غاصت فيه الكثير من الأقلام. قرأت ما نشره الأخ العزيز سلطان رديف حول دور رعاية الشباب وما قدمه الأمير نواف بن فيصل خلال الفترة الماضية وعن تلك الجولات التي قام بها أمير الشباب لأكثر من 11 منطقة ومحافظة، وتخليه عن رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وعن أثر ذلك في المجتمع، والعمل والنهج الذي تسعى الرئاسة العامة لتغييره وتأكيده، وتغيير النظرة السائدة عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأنها ليست كرة قدم. وقرأت ما كتبه الأخ العزيز سلطان رديف عن دور الجهات الحكومية المختلفة وكيف يمكن أن تفعل دورها وأثرها في الشباب والمجتمع متى ما قامت كل جهة بدورها المنوط بها، وفهمت تلك الرسائل التي كان يبعثها الزميل هنا وهناك فاستطاع أن يختصر كل الكلام في رؤية وطنية واقعية حلل وشخص وطالب فأجاد فيما كتب. ما قرأته بلاشك أنه حرك المشاعر اتجاه هذا الوطن وفي ذات الوقت لم أجد عذراً من أن أتفاعل مع ما كتب، ولعلي اليوم أضم صوتي لصوت الأخ سلطان رديف وأطالب بما طالب به. نحن منذ سنوات كنا نقول بأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب للأسف الكل كان ينظر لها بأنها كرة قدم ونتائج منتخبات هنا وهناك، ونسى الكثير أن دورها وأهدافها أبعد وأهم من كل ذلك، واستطاع الأمير نواف خلال الفترة الماضية أن يعيد صياغة هذا المفهوم بشكل عملي ينفذ على أرض الواقع، فترك عباءة كرة القدم وتفرغ للشباب والمجتمع فأنجز في كل اتجاه، ومع هذا لازلنا نقول إن الجهود التي تقوم بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لن تكتمل ولن تكون ذات تأثير مباشر ولن تدخل عمق المجتمع مالم تدعم بكل ما يمكن من دعم مادي ومعنوي لتنفذ خططها ومشاريعها، فحتى اليوم لايمكن أن يستوعب أي منصف أن ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب لاتتجاوز ملياراً و200 مليون ريال، وأنا أعرف أن تلك الميزانية لاتكفي لسداد مناشط الرياضة والاتحادات فكيف بها تكفي لبرامج الشباب الذين هم 65% من المجتمع؟ وكيف تكفي لـ153 نادياً هم المتنفس الوحيد للشباب؟ وكيف تكفي لاتحادات تصل لـ29 اتحاداً نريد منها أن تكون منجزة إقليمياً وعربياً ودولياً، فالمنصف اليوم لايمكن أن يطالب بالإنجازات والعمل غير التقليدي في ظل إمكانيات لاتساعد. لعلي في يوم من الأيام كنت جزءاً من المنظومة الرياضية ورئيساً لأحد الاتحادات الرياضية والتي تشكل من ضمن الألعاب الفردية، وأعرف جيداً أننا كنا نعمل بميزانية لاتكفي لتأمين الملابس الخاصة باللاعبين (في لعبة المبارزة) وقس على ذلك اتحادات أخرى تحتاج لأضعاف مضاعفة من ميزانياتها لكي تحضر جهازاً فنياً أو تقيم معسكراً أو تنفذ برامج تدريب، ونحن لم نتحدث عن نشر لعبة وعن وإقامة بطولات واستضافة أخرى. وعلى الجانب الشبابي أعتقد أنه عندما تكشف الأرقام التي من خلالها يتم تنفيذ برامج الشباب سنعلم أننا لن نصل لربع ما يريده الشباب أو ربع ما تسعى لتحقيقه الرئاسة العامة لرعاية الشباب في ظل أننا أيضاً نخلط بين مفهوم الشباب كمسؤولية، فلابد أن نعلم بأن مسؤولية الشباب عمل يندرج تحته الكثير من الجهات الحكومية، فليس من المعقول أن نحمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب مسؤولية الشباب في المدارس والأحياء والجامعات وغيرها، وعندما نريد أن نعمل فلابد أن نعرف أنه من المهم تحديد المهام والمسؤوليات أو تنظيم عمل مشترك يجتمع فيه الجميع تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب. لا أريد أن أبحر كثيراً في هذا الجانب ولكن من باب المسؤولية الوطنية كان لابد أن نعقب ونشكر ونشدد على أهمية ما كتبة الأخ سلطان رديف لأنه يشكل حـجـر الزاوية بـل هـو عنـوان للقلــم المسؤول الذي لابد أن يدعم في الزمن والوقت الذي نحن بأحوج ما نكون للحس الوطني الصادق الذي يخدم الوطـن كمـنظــومة، وفي ذات الوقت لابد أن نكون صادقين مع أنفسنا ولابد أن نتحدث عن تجاربنا ليستفيد منها من أراد الاستفادة، فوزارة المالية هي اليوم مطالبة بأن تضع الشباب والرياضة في أولويات خطط التنمية لأنها تستهدف الشباب والشباب اليوم ليس لديه متنفس سوى الرياضة، فهو يعاني من وقت الفراغ ولايجد سوى الشارع لكي ينفس فيه عن تلك الطاقات، فمن خلال الوسط الشبابي والرياضي والعمل فيه نستطيع قتل الفراغ وفتح فرص العمل والتطوع وربط الشاب بالمجتمع وانغماسه فيه، والأفكار في هذا الجانب كثيرة ليس المكان يتسع لسردها وذكرها، ولكننا لانقوم بعمل جديد العالم كله يعمل في هذا الجانب، ولكن المهم اليوم أن نؤمن بأهميته وقدرته على التغيير بعيداً عن المفاهيم السابقة، فالرجل المسؤول الأول عن الشباب بدأ يعمل ويتحرك، فهل سيترك وحيداً أم أننا سنجد الكل يتحرك لدعم هذا التوجه وتحقيق نقلة نوعية تحرك شباب المجتمع وننهض من خلالها برياضة الوطن؟