بدأت تتسرب حالة من القلق لدى المواطنين المصريين بعد تزايد العمليات الإرهابية الخطيرة، التي تسارع جهات تكفيرية لتبنيها؛ ما يجعل المواطنين المصريين يتخوفون من انتشار ظاهرة الإرهاب النوعي في مصر بواسطة هذه الجهات، التي لا يمكن إخفاء تعاطفها بل حتى تعاونها مع جماعة الإخوان المسلمين. بعد التفجير الإرهابي الذي استهدف موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في شارع مصطفى النحاس في مدينة نصر شرق القاهرة جاء الانفجار الإرهابي المزدوج في مدينة رفح، بأسلوب مشابه للأول؛ إذ تم عن طريق تفجير سيارتين مفخختين، استهدف مبنى المخابرات العامة في المدينة الحدودية. وإذا كان انفجار مدينة نصر قد وُجِّه للأجهزة الأمنية في محاولة لاغتيال وزيرها فإن الانفجار الثاني وُجّه للمخابرات العامة التابعة للقوات المسلحة، التي جاء منها الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وهو يعطي دلالة تشير إلى شخصنة عداء هذه الجماعات الإرهابية، وأنها تستهدف خوض معركة مع الرجلين، فضلاً عن استعدائها للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية معاً. الدلالة الأخرى التي وقف عندها كثيراً المحللون العسكريون والاستراتيجيون هي كميات المتفجرات في كلتا العمليتين الإرهابيتين في مدينة نصر ومدينة رفح؛ إذا كانت السيارات الثلاث التي استُعملت في التفجيرات (واحدة في مدينة نصر واثنتان في رفح) معبأة بكميات كبيرة من المتفجرات، وهذا يشير إلى سهولة نقل أدوات التفجيرات إلى أماكن حساسة وقريبة من المراكز العسكرية والأمنية، فكيف يتسنى للجماعات الإرهابية ركن سيارتين محملتين بكل هذه الكمية من المتفجرات بالقرب من بوابة مبنى المخابرات العامة في مدينة حدودية، ويخوض العاملون في هذا الجهاز معركة حياة أو موت مع هؤلاء الإرهابيين؟ وكيف يضع هؤلاء القتلة سيارة على طريق اعتاد وزير الداخلية المرور من خلاله؟ أسئلة تضع علامات تعجب على أسلوب مواجهة هؤلاء الإرهابيين والاستراتيجية التي تنتهجها الأجهزة الأمنية حتى القوات المسلحة المصرية في مواجهة هؤلاء المجرمين، الذين يمتلكون خبرات كثيرة في تنفيذ العمليات الإرهابية، من خلال مشاركة الكثير منهم في مناطق عديدة ينشطون فيها، فإضافة إلى الإرهابيين من الجماعات التكفيرية المصرية هناك أفراد وعناصر أجنبية من العرب وغير العرب، وهؤلاء لهم خبرات متراكمة من خلال مشاركتهم في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في أفغانستان والصومال ومالي واليمن، وهو ما يفرض على المصريين جيشاً وشرطة أن يضعوا في اعتبارهم أنهم يواجهون جماعات مدربة وذات خبرة قتالية عالية، وأن ينتزعوا منهم المبادرة حتى يخلصوا مصر والمصريين من شرهم. jaser@al-jazirah.com.sa