نزل حشد كبير من مواطني كوريا الجنوبية إلى شوارع وسط العاصمة سول أمس السبت للمرة التاسعة على التوالي في مطلع كل أسبوع للمطالبة بالتنحي الفوري للرئيسة باك جون هاي التي أيد البرلمان مساءلتها بسبب فضيحة فساد، وقدم نحو 200 شاب يرتدون زي بابا نويل هدايا لما يقرب من 200 ألف شخص يشاركون في المسيرة واصطحب العديد منهم أطفالهم. وعلى غرار المسيرات السابقة اتسم الاحتجاج بالأجواء الاحتفالية مع تشغيل الموسيقى وإلقاء الخطب من فوق منصة أقيمت في ساحة كبيرة على مقربة من مقر الرئاسة المعروف باسم البيت الأزرق، وردد الحشد هتافات من بينها سيكون عيد ميلاد سعيدا إذا تنحت باك جون هاي! وقال باك تشانس (25 عاما) وهو موظف إن الهدف هو إنهاء رئاسة باك ودخول البلاد العام الجديد بعد محاسبة المتهمين بالفساد، وأضاف أتمنى في العام الجديد أن يصبح هذا البلد مكانا أفضل للعيش بالنسبة للشباب وتراجع المحكمة الدستورية مساءلة باك بتهمة انتهاك واجبها الدستوري كزعيمة للبلاد، وأمام المحكمة ما يصل إلى 180 يوما اعتبارا من التاسع من ديسمبر لتقرر إما تأييد مساءلة الرئيسة أو إعادة تنصيبها. وفي وقت سابق أمس السبت قال مسؤول إن المدعي الخاص بالتحقيق في فضيحة الفساد استدعى تشوي سون سيل وهي صديقة لباك تدور حولها القضية لاستجوابها بشأن اتهامات من بينها الرشوة والاختلاس، ووجه اتهام لتشوي ومساعدين رئاسيين سابقين في نوفمبر بإساءة استغلال السلطة والاحتيال، وتتمتع باك بحصانة من المحاكمة بحكم منصبها رغم تجميد صلاحياتها الرئاسية. وقال لي كيو تشول وهو متحدث باسم فريق المحققين في القضية الاتهامات الواردة في لائحة الاتهام ليست سوى جزء صغير جدا من 14 نقطة تخضع للتحقيق من قبل ممثل الادعاء الخاص. وأضاف لي في إفادة صحفية أنه سيجري استجواب تشوي في اتهامات بالرشوة وتحويل أصول إلى الخارج بعد اختلاسها. ونقلت تشوي التي كانت ترتدي ملابس السجن الرمادية وكمامة طبية إلى مكتب ممثل الادعاء الخاص واقتادها حشد من رجال الأمن وسط تزاحم من وسائل الإعلام، ورفضت تشوي الرد على أسئلة الصحفيين حول الاتهامات. وأمام المدعي الخاص ما يصل إلى مئة يوم للتحقيق في مزاعم تواطؤ باك مع تشوي ومساعديها للضغط على شركات كبرى لتقديم مساهمات قدرها 77 مليار وون (64 مليون دولار) لمؤسسات دعما لمبادراتها السياسية، ونفت باك ارتكاب أي مخالفات لكنها اعتذرت عن عدم المبالاة في علاقاتها مع تشوي.