لم تشفع عملية النطق بـ«الشهادتين» لسوري من الذبح على أيدي عناصر الجماعة الإرهابية «داعش»، ولم تكن كافية لردعهم من قتل مسلم، والانتظار حتى يحقق معه ويحاكم. كل ذلك كان في مشهد بشع، لم يتجاوز الأربع دقائق تم تداوله عبر تطبيق «الواتس آب» وصفحات التواصل الاجتماعي. ويكشف المقطع وحشية عناصر التنظيم، وتعمدهم لإرهاب المسلمين من خلال بث مثل تلك المقاطع الدموية. وتشير الدقائق المسجلة عبر كاميرا جوال، إلى أن مجموعة من عناصر داعش في سوريا قبضوا على مواطن بتهمة التعامل مع جيش الأسد، ومن خلال الحديث الدائر بينهم، اتضح أنه كان يقوم بإيصال بعض الخدمات والمواد التموينة لهم بسيارته، وقد قبضوا عليه بالجرم المشهود كما قال أحدهم، وفي تلك الأثناء وحين تكبيله كان ينطق بالشهادتين وينادي «الله أكبر»، فأعلن منفذ الحكم لمن كانوا بجواره وللكاميرا عدم تراجعه وتنفيذ القتل ذبحا، قائلا: «حتى الشهادتين والنطق بها لا تشفع له»، وألقى به أرضا. وكان يبدو من المقطع أن المقتول يطلب منهم قتله بالرصاص بدلا عن الذبح، لينتهي المشهد بعبارات التكبير. الباحث الشرعي والمسشتار الدكتور أحمد الغامدي مدير عام هيئة مكة المكرمة سابقا، علق على الفيديو فقال: هذا التسجيل يعكس مدى ظلام الفكر وجهلهم، ومضاربتهم لنصوص الدين، فهو فكر لا يبالي بمحكمات الدين، والدماء المعصومة، ففي حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عندما أدرك رجلا من الكفار فأشهر عليه السلاح، فقال الكافر: أشهد أن لا إله إلا الله، فقتله أسامة، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبره فقال: يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله، فقال أسامة: إنما قالها تعوذا بها من القتل، فقال: أشققت عن قلبه. فكيف برجل يقول «لا إله إلا الله» ويذبحونه، ولما يقتلون من عصم الله دمه وماله، يفعلون ذلك من أجل تشويه الدين، وقتل الإسلام، وما ذلك إلا انعكاس لفساد فكرهم ومعارضتهم لكتاب الله ورسوله.