ماذا تفعل لو واتتك الفرصة لصفع شخص أساء إليك، أو لأسرتك، أو لأحد أصحابك المقربين، أو وصلت إساءته للمجتمع؟! هذا ما حدث للرئيس التنفيذي السابق لشركة أدوية أمريكية معروفة، واسمه «مارتن شكريلي»، فقد فازت امرأة من فلوريدا الأمريكية بفرصة صفعه مقابل التبرع بمبلغ 50 ألف دولار لطفل يتعالج من السرطان. ووافق شكريلي على ذلك، بأمل مساعدة الطفل البالغ من العمر 5 سنوات واسمه تيلر كيليتش، وهو ابن صديق لشكريلي توفي مؤخرًا. *** قلت في نفسي بداية أنني لو كنت مكان المرأة لشكرتُه على العمل الإنساني الذي تبرع بالقيام به من أجل طفل يحتاج للعلاج. لكني غيرت رأيي بعد أن عرفت أنه أثناء توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة تورنج للصيدلة، قام بمضاعفة سعر دواء Daraprim المستخدم لعلاج الإيدز من 13.5 دولار إلى 750 دولارًا للقرص، بين عشية وضحاها. وقد استدعته السلطات الأمريكية في ديسمبر من العام الماضي، للمساءلة بهذا الخصوص، واتُهم بالتلاعب في أسعار الأدوية ووُضِع في السجن. وأُطلق سراحه في فبراير الماضي بعد دفع كفالة قدرها 5 ملايين دولار، لكنه أصبح مكروهًا في المجتمع الأمريكي، وخسرت بسببه الشركة أكثر من 14 مليون دولار في الأشهر الثلاثة التي تلت إقالته منها. *** كم من مثل هذه العينة من الخلق تود ليس فقط أن تصفعها ولكن تمارس معها الطريقة المصرية وهي الضرب على «القفا» جزاء له على جريمته في حق المرضى الذين أصبح العلاج والدواء حلماً لهم، ولا يجدون أمامهم إلا أن يتجرعوا الألم لأن أمثاله يضعون مضاعفة الربح فوق الإنسانية. #نافذة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يَرحم، لا يُرحم). nafezah@yahoo.com