أطلع رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان على مشروع للتهدئة في بلاده وفتح صفحة جديدة مع الدول المجاورة، وافقت عليه الأطراف السياسية الشيعية. وسيزور إيران، بعد أسبوع لإطلاع المسؤولين في طهران على المشروع ذاته. في غضون ذلك، قتل وجرح امس أكثر من 16 عسكرياً عراقياً في كركوك، بعد ساعات من هجوم مسائي استهدف ليل الأربعاء - الخميس حسينية في منطقة الكسرة (شمال بغداد) أسفر عن مقتل 30 مصلياً وعشرات الجرحى. وتصاعدت خلال الشهور الأخيرة المخاوف من تفجر حرب طائفية كبيرة في العراق بتأثير من الأحداث في سورية من جهة، وتركيز تنظيم «القاعدة» هجماته على مناطق شيعية من جهة اخرى، بالإضافة إلى بروز لافت لميليشيات مسلحة بأسماء مختلفة روجت في الأيام الاخيرة تهديدات للسنة في الجنوب. وفي محاولة لتدارك الانهيارات الأمنية المتوقعة، تستعد القوى السياسية العراقية لتوقيع «وثيقة السلم الاجتماعي» التي تنص على المصالحة ومحاربة المليشيات والإرهاب، ومعالجة ملف البعثيين والتظاهرات المتواصلة منذ اكثر من ثمانية شهور. وسط هذه الأجواء أنهى النجيفي زيارته لتركيا، حيث التقى كبار المسؤولين، بينهم رئيس الجمهورية عبد الله غل ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان. وجاء في بيان للنجيفي أنه اعرب لأردوغان عن رغبة العراق في إعادة العلاقات الطبيعية مع أنقرة وتنقية الأجواء بين البلدين. وقال مقربون منه إنه سيتوجه إلى طهران الأسبوع المقبل في زيارة رسمية، تسبق التوقيع على وثيقة «السلم الاجتماعي» التي تبناها «التحالف الوطني» الشيعي ورحبت بها القوى السياسية الأخرى. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ «الحياة»، إن ترتيبات الوثيقة المقترحة تنص على تسوية الخلافات بين الكتل، عبر لجنة عليا تتولى البحث في مطالب المتظاهرين وتتعهد الحكومة والقوى السياسية تنفيذ اقتراحاتها. وأشارت هذه المصادر إلى زيارة النجيفي لأنقرة وطهران هدفها عرض المبادئ التي وردت في «وثيقة السلم الاجتماعي» والحصول على الدعم اللازم لتنفيذها. لكنها لم تعلق على معلومات عن نية إصدار عفو خاص عن نائب رئيس الجمهورية المحكوم بالإعدام طارق الهاشمي، أو إذا كانت محادثات النجيفي في تركيا تطرقت إلى هذا الموضوع. لكنها قالت إن «القضايا الخلافية ومنها قضايا الشخصيات السنية طرحت خلال لقاءات النجيفي الأخيرة مع المالكي وسيتم حلها على هامش وثيقة السلم الاجتماعي». على صعيد آخر، أعلنت مصادر أمنية أن سيارة مفخخة انفجرت في مرأب تستخدمه وحدة عسكرية، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة 14 آخرين. وكانت قيادة العمليات في بغداد أكدت امس حصيلة نهائية لتفجير انتحاري استهدف ليل الخميس حسينية في حي الكسرة شمال بغداد. وقال الناطق باسم القيادة العميد سعد معن في بيان، إن «حصيلة التفجير الغادر الذي استهدف المصلين الأبرياء بعد صلاة العشاء مساء امس، في حسينية عباس التميمي في منطقة الكسرة ارتفعت إلى 30 قتيلا و50 جريحاً». وأضاف أن «قوات الأمن تمكنت من قتل انتحاري آخر في المكان ذاته قبل أن يفجر نفسه». ونقلت تسجيلاً وصوراً من مكان الحادث يظهر إقدام الأهالي على حرق جثة الانتحاري.