مشاهد استوقفت كاميرا «المدينة» في «برحة التريلات» الواقعة جنوب جدة وتحديدا تحت جسرالخير بنهاية شارع الميناء .مشاهد كسرت المألوف والمعتاد فى عالم المخالفة والافتراش الذى اعتدنا رؤية صوره مع اقتراب موسم الحج .أطفال يحتمون بظل الشاحنات وينامون فى أكواخ من قماش ممزق . وآباء وامهات يتسوّلون كسرة الخبز الجاف بدعوى انتظارالحج !!.. حكاية عبثية وصور ناطقة بـ « المخالفة « الممقوتة التى تلاحقها الجهات المعنية بألف سيف ويهرب منها المخالفون بألف حيلة ..»المدينة» وقفت بجوار الأكواخ والتقطت للأطفال صورة وهم بين عجلات الشاحنات هربًا من الشمس الحارقة واستمعت لصوت المخالفين ممن اتخذوا التسوّل جسرًا لبلوغ « الحج المخالف». زوجتي تتسوّل رشيد الوافد الباكستاني أول من توقفنا عنده تحت قاطرة إحدى التريلات ولديه طفلة لم تتجاوز العام ونصف العام يقول: أتينا إلى المملكة عن طريق تأشيرة عمرة قبل شهرين وتخلّفت عن المغادرة من أجل انتظار موسم الحج لنقوم بأدائه عن طريق التهريب وعن كيفية حصولهم على الطعام قال: تقوم زوجتي بالقيام بعملية التسوّل عند الإشارات وفي الاماكن العامة بينما أتولى أنا البقاء مع الطفلة!! وأضاف رشيد: نسكن هنا في هذه البرحة حيث نحتمي من لهيب الشمس بظلّ الشاحنات المتوقفة وننام ليلا على أسرّة من خشب قمنا بتفصيلها!. مولودة على الرصيف رياض.. وافد آخر أتى لأداءالعمرة وتخلّف عن العودة،رفض الحديث في بداية الأمر ولكنه سرعان ما تجاوب مع أسئلتنا المتكررة عليه وقال بصوت عال:» أتيت عمرة وأنجبت زوجتي طفلة وانتظر الحج أنا وزوجتي وطفلتي التي ولدت هنا بهذا المكان قبل شهر وسوف نسافر بعد أداء الحج، وعن كيفية إطعام الطفلة قال: نتسوّل برفقة الطفلة فعندما يراها الناس يعطفون علينا ويقومون بإعطائنا مبالغ مالية. فكرة الهروب تاج علي ..هرب برفقة والدته من الشركة التي أتى عن طريقها لأداء العمرة يقول: استطعنا توفير مبلغ العمرة وأتيت أنا ووالدتي من باكستان إلى المملكة وقمنا بأداء العمرة وكانت والدتي تتمنى أن تحجّ وعرضت عليها فكرة الهروب والبقاء في المملكة حتى موسم الحج الذي لم يتبق عنه سواء أشهر معدودة وأيدت فكرتي كون الحج يحتاج إلى مبالغ مالية أكثر من العمرة ونحن لانستطيع توفيرها في بلدنا ولكن هنا من خلال التسوّل والسكن مع أبناء جلدتي باستطاعتنا العيش وأداء الحج عن طريق التهريب!! وأشار إلى كثرة الأطفال هنا من نفس الجالية ولكنهم يتسوّلون الان عند الإشارات وفي الاماكن العامة برفقة أمهاتهم. المزيد من الصور :