عبر عدد من مستخدمي طريق مكة القديم القريب من حلقة الخضار والفواكه في كيلو 41 جنوب جدة عن استغرابهم من الحالة التي ظهر بها الطريق عقب افتتاحه مؤخرا، موضحين أن الطريق لا يوازي طموحات السكان والعابرين الذين تكبدوا معاناة الاختناقات المرورية نظير إغلاقه وتقسيم الطريق المقابل له إلى قسمين طوال أكثر من عام بسبب مشروع تصريف السيول والأمطار الذي تم تنفيذه على الطريق المحوري. وأجمع الأهالي أن الطريق عقب افتتاحه ظهر بصورة غير جيدة حيث لم تتم سفلتته بالشكل المطلوب، حيث تتناثر الحفريات على جوانبه ووسطه، ما أحدث ربكة مرورية إضافة إلى استغراب أصحاب المحال التجارية والسكان والعابرين من حال الطريق الذي توقعوا بعد صبرهم أن يتم افتتاحه بشكل جيد يعوضهم عن معاناتهم ولكن طموحهم ذهب أدراج الرياح، وفقا لقولهم. وفي هذا السياق اعتبر محمد المالكي صاحب محل على طريق مكة كيلو 14 أن افتتاح الطريق بهذا الشكل يعتبر تهاونا من قبل الجهة المنفذة لمشروع التصريف على الطريق، مضيفا أنه عانى خسائر مالية كبيرة بسبب إغلاق الطريق لمدة تجاوزت عاما كاملا وحينما استبشر بافتتاح الطريق فوجئ بهذا التنفيذ الذي وصفه بغير الجيد على حد تعبيره. وأكد المالكي أن الخطأ الجسيم يقع على عاتق أمانة جدة بوصفها الجهة المشرفة على المشروع بحسب اللوحة التي كانت موضوعة على الطريق أثناء تنفيذ المشروع مستغربا من موافقتها على استلام الطريق دون أن تتم سفلتته وإعادة تأهيله بشكل حضاري يوازي حجم السكان والعابرين وأصحاب المحلات التجارية الواقعة على الطريق. علي العرياني أحد سكان كيلو 14 طالب المسؤولين في أمانة جدة بالوقوف الميداني على الطريق لمشاهدة ما أسماه بالاستهتار في تنفيذ المشروع معربا عن أسفه الشديد وخيبة أمله على انتظار السكان وعابري الطريق لمدة طويلة من إغلاقه وتعثر افتتاحه أكثر من مرة رغم تأكيدات الأمانة بافتتاح المشروع عدة مرات دون افتتاح فعلي للطريق. وأوضح العرياني أن سكان الكيلو 14 ومستخدمي طريق مكة القديم عانوا لأكثر من عام الاختنقات المرورية وكانوا يمنون انفسهم بأن يخفف تأهيل الطريق معاناتهم مع الاختناقات اليومية ولكن بعد تدشين الطريق اكتشفوا أن السفلتة غير جيدة، داعين أمانة جدة إلى ضرورة محاسبة الجهة التي نفذت المشروع لأنها في ما يبدو لم تنفذه وفقا للمواصفات. وأضاف أن مستخدمي الطريق طيلة فترة إغلاقه عانوا من وقوع الحوادث على المسار البديل والاختناقات المرورية بصفة يومية وعدم وجود مداخل لأصحاب المنازل بسبب إغلاق الطريق المحوري ثم تأتي النتيجة بهذا الشكل المخجل. أبوسامي صاحب بسطة خضار يقول: أبلغني أحد الأصدقاء بافتتاح الطريق في رمضان الماضي فكدت أطير من الفرح حيث لم أكن أجد موقفا لسيارتي بالقرب من حلقة الخضار وليس هناك مدخل للحلقة إلا من طرق بعيدة وكنت أعاني طوال أكثر من عام وحينما شاهدت الطريق، أصبت بالإحباط حيث شاهدت تنفيذا سيئا ورقابة مهملة على منفذ المشروع فالسفلتة سيئة والحفر تنتشر في الطريق وتسببت الأمطار الخفيفة التي هطلت على جدة مؤخرا في تجمع المياه وتراكمها في الحفريات. وكان عدد من أصحاب المحال التجارية والعاملين بها شكوا من أن السيارات التالفة تقطع رزقهم خاصة تلك الموجودة في مدخل الحي. وفي هذا السياق، وصف محمد شهوان من سكان الكيلو 14 المشهد بالمؤسف مؤكدا أن السيارات التالفة منذ شهور وربما أعوام شوهت الحي الذي يسكنونه كما أنها تصدر روائح كريهة بسبب نفوق بعض القطط داخلها وتحللها مستغربا من موقف المتفرج الذي تنتهجه أمانة جدة وكأن تلك السيارات الخربة جزء من إصلاحاتها نظرا لعدم إزالتها وتركها بهذا الشكل الذي سبب الازدحامات في شوارع الحي وعند المحال التجارية بسبب تركها من قبل أصحابها أمام بعض ورش السيارات بحجة إصلاحها ولكن الحقيقة هي التحايل والإهمال لا غير وإلا لما تركت هكذا لعدة أشهر من قبل أصحابها. فيما حذر محمد الشمراني من مغبة استغلال تلك السيارت الخربة في ترويج الممنوعات بداخلها داعيا أمانة جدة إلى سرعة إيجاد حلول سريعة لما يعانيه السكان والعابرون بسبب تلك السيارات المهملة من قبل أصحابها والأمانة على حد سواء. وتساءل أبو عمار عن عدم قيام أمانة جدة بحصر شبه يومي لتلك السيارات التالفة ومن ثم إشعار أصحابها بإزالتها أو تقوم هي بذلك وصولا إلى شوارع بعيدة عن التشويه للمظهر العام مضيفا أن شوارع الكيلو 14 تعج بالمشاريع التي تسببت في تراكم السيارات وازدحامها لمسافات كبيرة والخربة زادت من حجم المعاناة لأنها تقع على الكثير من مداخل كيلو 14 الشمالي بسبب وجود بعض ورش السيارات هناك. فيما اشتكى عدد من أصحاب المحلات التجارية الواقعة على مدخل كيلو 14 الشمالي من وقوف السيارات الخربة والتالفة أمام بوابات محلاتهم منذ عدة أشهر مما تسبب لهم بخسائر مادية كبيرة نظرا لأنها تحتل مواقف زبائن تلك المحلات الذين لا يجدون مواقف لسياراتهم أمام تلك المحال التجارية. سوء التنفيذ أوضحت أمانة جدة قبيل تدشينه أن طريق كيلو 14 سيتم تدشينه بشكل أفضل عقب الانتهاء من مشروع التصريف الذي كان يجري عليه بعد التنسيق بينها وبين شركة المياه الوطنية في مسألة سفلتة طريق مكة إلا أن الافتتاح للطريق كان مفاجأة للعابرين والسكان بسبب سوء التنفيذ والإخراج. «عكاظ» حاولت الحصول على تعليق من قبل مسؤولي الامانة بخصوص الطريق إلا أنه لم يتم الرد على الاستفسارات المتكررة.