أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور سعود الشريم أن التلاوم صورة من الإنكار السلبي إذ هو ليس توفيقاً ايجابياً ولا عتاباً محموداً وإنما هو جزء من الأنانية والأثرة إذ كل شخص يلقي باللائمة على الآخر مع أنهما مخطئان جميعاٍ لكنها المكابرة والهروب من المسؤولية والتقاعس عن الإصلاح، لافتاً النظر إلى أن التلاوم إلى الخصام اقرب منه إلى النصح والإصلاح لأن المصائب تنشئ تدارس العلاج،والتلاوم يئده في مهده، وهو صورة من صور إفلاس المجتمعات في التعامل مع مصائبها ونوازلها الحالّة بها، وهو غالباً ما يكون في رمي الآخر بما تلبّس به الرامي نفسه لذلك لم يأت التلاوم في كتاب الله محموداً ثم إنه ليس مثل اللوم، إذ اللوم يكون من جهة الناصح إلى المخطئ بخلاف التلاوم، فكلا المخطئين يلقي باللائمة على الآخر، وهنا مكمن التعامي عن التصحيح !!. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام بمكة المكرمة: «إنه لا يخفى على كل لبيب سبْر ما حلّ بواقع أمتنا الإسلامية من نوازل ومدلهمّات يتبع بعضها بعضًا إبّان غفلة من عقلائها ليدرك أن كثرتها وتسارعها ليس أمراً غير اعتيادي ولا بدعًا من الأحداث والنوازل التي لا تأتي طفرة دون مقدمات وأسباب أذكتها لتحلّ بنا أو قريبًا من دارنا، وهذه الأحداث أيًا كان لونها وحجمها فإنّنا جميعًا لسنا مبرَئين من كوننا سببًا فيها، من قريب أو بعيد، لأن البارئ جلّ شأنه يقول (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)». وبيّن أنّ أعظم نصرٍ للعدوِ المتربّص هو أن يرى خصومة في حالة يرثى لها من سكْرِ التلاوم، إذ في التلاوم تتّسع هوّة الخلاف حتى تصل إلى درجة التخوين في الدين والأمانة والخلق!! ومن ثمّ تتفاقم إلى أن تبلغ حدًا يتعذّر معه الإلتقاء والتوادّ والتراحم والشعور بالمسؤولية الواحدة للمجتمع المسلم الواحد . لافتًا النظر إلى أن الواجب علينا النظر في دواعي المحن، هل هي خُلقية أو دينية أو ثقافية أو تربوية أو هي مركبة منها جميعًا ومن ثمّ البحث عن العلاج والدواء بناءً على تشخيص هذا الدّاء وإلاّ فسيحلّ التلاوم محلّ ذلك كله فيضيع بسببه كل علاج نافع وتضيع المسؤولية برمّتها. - وفي المدينة المنورة دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة المسلمين الى تقوى الله في السّر والعلن وحثّ على التوبة وواجب الإسراع بها إلى الله تعالى، مستشهدًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( إنّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) وقوله عليه السلام: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) .وقال فضيلته: مما قال الأولون لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة، كما قيل الداء الذنوب والدواء الاستغفار،والشفاء أن تتوب ثم لا تعود، متطرقًا كذلك إلى بعض علامات التوبة مثل البكاء على ماسلف والخوف من الوقوع في الذنب وهجر إخوان السوء وملازمة الأخيار.