×
محافظة المنطقة الشرقية

أسواق العثيم تواصل تقديم عروضها بمناسبة العودة للمدارس

صورة الخبر

هل جاءت تصريحات وليد المعلم وزير خارجية سورية باستعداد بلاده للتعاون في مكافحة الإرهاب في إطار احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، استجداء مبطناً لأمريكا والدول الأخرى، وخاصة تركيا من باب العجز التام عن السيطرة على وضع بلده، أم أن تحت الطاولة ما يشير إلى تقرب أمريكا ومن ثم أوروبا للتعاون مع النظام ومع إيران أسوة بالتعامل مع المالكي؟ وكيف ستكون عليه الصورة في المنطقة كلها لو تقدمت أمريكا خطوة في التنسيق مع نظام الأسد في ضرب تنظيم داعش، وهو نتاج نظام الأسد - المالكي اللذين سمحا لبروز التنظيم من خلال تغذية ودعم هذه العناصر، إما بتسليمها مناطق تخلت عنها السلطتان، أو إخراج سجناء الإرهاب في البلدين بتواطؤ خاص، وكيف يُسمح لبلد يرمي شعبه بالبراميل المتفجرة ويقتل مئات الآلاف ويشرد الملايين، ويتعامل مع حزب الله كمنظمة إرهابية عالمية، أن تأتي مثل هذه السياسة متطابقة مع الدول التي تتعاون مع أمريكا والعالم كله بمكافحة الإرهاب، وبأي منطق يُفسر أي عمل يتساوى فيه المجرم مع الضحية؟ إرهاب الدولة أخطر من إرهاب الأفراد والجماعات، وخاصة حين تلتقي مصالح دولة عظمى مثل روسيا مع نظام الأسد والمدعوم منها ليس لصالح الشعب السوري، وإنما لتقاسم النفوذ مع أمريكا دون اعتبار لحقوق إنسانية، وهو ما تفعله أمريكا نفسها إذا وجدت مصالحها تتطابق مع إرهابيين مثلما فعلت في بناء طالبان، أو رمي ثقلها خلف حكومة مرسي، ولها تاريخ طويل في العالم أطاحت بأنظمة، واستعملت منظمات للتجسس وضرب قوى، وبمعنى أشمل فكلتا القوتين تتصرف بمبدأ الراعي مع القطيع العالمي في تحقيق ما يخدم اتجاهاتهما السياسية.. مثلاً هل من المنطق أن تنمو داعش وتتسلح وتغزو وتتدفق عليها إمكانات مادية وتحتل ثاني مدينة في العراق، وقطاعات مهمة في سورية دون أن تعلم أجهزة الرصد والمراقبة السرية والعلنية لدولة سمحت لنفسها بالتجسس على حلفائها قبل أعدائها، ودون أن تعرف أسرار حركات وسكنات داعش، وحتى التدخل الأخير لا تفهم أهدافه إلاّ أمريكا نفسها، لأنها صنفت من دول «الممانعة» عندما رفضت أي تدخل في العراق وسورية معاً ليس بسبب عقدة غزو أفغانستان والعراق، وإنما لأن المنطقة كلها لم تعد في أولويات سياستها، والالتفات لآسيا كمركز للتنافس مع الصين والهند، لكن أدركت في النهاية أن المنطقة مهما صارت على البنود الثانوية، فهي موقع الأمن الإقليمي، ولا نبالغ إن قلنا العالمي، وهي فرضية للجغرافيا السياسية التي هي جوهر منافذ ومغاليق الصراعات واستمرارها؟ الدول العربية عليها الحذر من أي خطوة جديدة لأمريكا، وعليها فحص الاستراتيجيات والأهداف قبل خدعة الضمانات والوفود الذاهبة والعائدة، لأن من تخلت عنهم من أصدقائها وحتى حلفائها بعد تفرد الدولة العظمى بعد زوال الاتحاد السوفياتي، وخاصة مع أوروبا (القديمة) وفقاً لتعريف بوش الابن لها، يجعلنا في شك من أي نوايا تتخذها، وهذا لا يعني رفض التعامل معها لكن في الحدود التي تخدم مصالحنا وأمننا أولاً، فهي لا تمانع أن تبيع وتشتري، وربما تأتي صفقات جديدة، يلتقي فيها محور إيران روسيا، سورية، العراق على حساب الباقين، وهي احتمالات ترقى إلى الجزم إذا ما كانت الأهداف تلتقي على كسب أطراف وخسارة آخرين.