×
محافظة الحدود الشمالية

"الله شاهد أنا مو قاتل.. الله شاهد أنا مو قاتل"

صورة الخبر

تخطئ المرأة كثيراً عندما تظن أنها تستطيع أن تحصل على مرادها بسلوك منهجية الأمر الواقع، فتضع الزوج أمام لا خيار، وكثيراً مايصنعها الرجل فيتغاضى ويسلم بالأمر الواقع دون ضجيج كرماً منه وتلطفاً، لأن بعض الرجال يفهم كثيراً بأن سيد قومه من يتغاضى، فلا يدقق النظر كثيراً وربما مثل هو دور الغبي الساهي، لأنه يعلم أن أمور الحياة لا تستقيم بالمسطرة والميزان، فتتفاجأ المرأة بزوجها العنيد بطبعه وتربيته لا ينصدم كثيراً بعنصر المفاجأة الذي فرضته زوجته، بل يبتسم ويدعو بالبركة ويثني على جهدها..!! هنا يظهر معدن المرأة الحقيقي، فإن ظنت سفهاً أن هذه الطريقة هي الطريقة الوحيدة التي ستسلكها معه مستقبلاً، أو ظنت أن الرجل سلم بالأمر الواقع ووافق عليه ضعفاً منه وانكساراً، فهنا يقع سبب من الخلافات المستمرة التي لا تخبو إلا لتبدأ من جديد، لأن الرجل وإن سلّم ظاهرياً وابتسم وأبدى الموافقة إلا انه في داخله يعلم أن الأمر قد فرض بسياسة الأمر الواقع، والعقل يأمره أن يسايس حياته ولا يجلب لنفسه مشاكل الخلافات لأجل أمر بسيط يمكن التغاضي عنه وتناسيه، ورجولته تأمره أن يكون كريماً متسامحاً مع زوجته، ودينه يشجعه على ان خيركم خيركم لأهله ويحثه على الإحسان إليهم والصبر عليهم، ولكن في نفس الوقت هناك شيطان مريد لعنه الله يوسوس له بأن القوم قد استضعفوك وبأن كلمتك قد كسرت وان هيبتك وكرامتك قد خدشت، وأن هذه الطريقة التي استخدمت في فرض الأمر الواقع ستستخدم مرة أخرى وفي أشياء أعظم وأكبر، وأن لا قيمة لرأيك بعد اليوم، هذه الأفكار المنطقية تتوارد إلى العقل ويذكيها الشيطان بخبثه، ولذلك سوف يبقى الزوج يقظاً ومنتبهاً يتصيد الأفعال والتصرفات ويرقب أي تصرف تنتهجه الزوجة فيه نوع من فرض الشيء بطريقة الأمر الواقع، لينفجر منفساً عن كل تلك الأفكار وليقول لهم بلسان الحال: لقد غركم حلمي عليكم، وظننتم بأن الأمور تفرض فرضاً ولا داعي لأخذ الإذن والموافقة، وهكذا تحصل الانفجارات المتتالية من الزوج لأنه مشحون من الداخل، وعنده ظنون ربما أكدتها بعد تصرفات الزوجة، ومع الوقت تتسلسل المشاكل لأن كل مشكلة هي فرع عن أختها وامتداد لتعليلات سابقة ورواسب في القاع حركتها يد المشاكل، حتى يصبح الصراخ والانفجار الغضبي خلقاً وعادة اعتادها الزوجان، والله أعلم ماذا ينتهي الأمر عليه. المرأة الذكية تعرف كيف تسعد نفسها حين تسعد زوجها، وتسعد المرأة نفسها حين تفكر كثيراً بالعقل وتفكر بالعاطفة والأنوثة أكثر، وتبقى المرأة ملكة في بيت زوجها متى ما أشعرته برجولته ومنته عليها وشكرته على إحسانه، فمن مقولات أمي الصادقة رحمها الله: كوني له خادمة يكن لك عبداً.. وعلى دروب الخير نلتقي.