يعتقد البعض من خلال قراءة هذا العنوان أن فواز الشريف قد ركب الموجة الدارجة بين الناس ومنها أن تكون محامياً ومحاضرا وعالما وفيلسوفا ومفتيا وسياسيا واقتصاديا كما هي الحالة التي أتابعها في مواقع التواصل الاجتماعية أو تلك الاجتماعية المباشرة من خلال بعض المجالس، ورغم أن المطالعات تمنحني حق ممارسة ما يمارسه الناس إلا أنني تعلمت علماً جليلا ألا وهو وفوق كل ذي علم عليم ، وكان الصمت أحياناً أبلغ من بلاغتي فلربما تكون لديهم هذه القدرات الفائقة والأوقات الفائضة. طبعاً تويتر لا يمثل في حياة الأسوياء سوى نافذة صغيرة للمشاركة في بعض النقاشات ذات الاهتمام بتطوير الذات وليست أكثر من ذلك ومع هذا أصبحت لكبار السن من الرياضيين مرتعاً خصباً للاختلاط بالصغار من الفتية وهم أبناء الجيل المتطلعين لساحة رياضية ومساحة رحبة مستقبلين مبارياتهم ومناسباتهم ببهجة تتوافق والإجازات المدرسية لتمثل بالنسبة لهم وقتاً جميلا وثميناً ومع هذا يمنحونهم من عقدهم ما يعكر صفوهم. هذا الاختلاط الذي أعنيه أسهم بشكل ملاحظ في تشويش أذهان أبناء اللعبة بل وربما أصاب بعضهم بالإحباط نظرا لما يشوبه من تشكيك وطنازة وقدح في ذمم الناس وتقديم نصف الحقائق وقراءة الواقع من الزوايا المظلمة التي تدعوهم لمثل هذه الريبة وتؤثر على فرحتهم القائمة بانتصار أو بموعد مواجهة مفضلة إلى غير ذلك .. بل إن هذا الاختلاط القائم بين واجهة الحياة ومستقبل الوطن وروح ونبض المدرجات من صغار السن مع المحبطين ممن فاتتهم أزمنة المرح يشكل جزءا مهماً من حرب الأجيال الخفي ومعركة باردة بين جيلين أو أكثر ولست أرى حبكتها مثلما هي الآن وقد وفرت لهم هذه الوسائل سبل التواصل بشكل كبير. طبعاً في حياتنا منذ أن عرفنا الرياضة أو كرة القدم على وجه الخصوص مثلت علاقتنا بهذه اللعبة سرا جميلا من أسرارنا التي نحتفظ بها عن أقرب المقربين ومع هذه التحولات الرهيبة والسريعة أصبحت كرة القدم زاد من لا زاد له وأصبح العلم بها أو بمعرفتها مسألة عامة يشاركك فيها الكبير قبل الصغير بل ويحق لك أن تفرح أو تحزن بشكل معلن أمام الجميع وهذه الحالة أيضا مع هذا الاختلاط القائم قد تكون سبباً وجيهاً لاستغلال أساتذة الإحباط القلوب الصغيرة نحو حشوها بما ليس يفترض من الكراهية والعنصرية والسخط العام. أنا أعتقد وهذه وجهة نظر أن الاختلاط بين صغار المشجعين والكبار منهم قد أسهم في حالة الاحتقان والتعصب التي تربطنا في ربق الحزن وتملي علينا تصرفاتنا دون علم منا فالصغار يعتقدون أن هذه اللعبة تستحق كل الحيوية والانتباه والمتابعة والكبار يفتقدون لهذه الخاصية الأمر الذي جعلهم يدسون السم في عسل الانتماء المشترك بينهما وأن هذا المدرج قبيلة الجميع بحيث لا يجد الفتى حضناً أوفى وأصدق من حضن مدرجه .. وتلكم هي الحكاية.