بقلم : علاء شديد- مدير التحرير مع الإعلان عن انطلاق المرحلة العاشرة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين لبرنامج الابتعاث الخارجي خلال الفترة الماضية، تردد سؤال في ذهني حول أين هم المبتعثين في المراحل السابقة؟، ولماذا لم نشعر بهم وبإسهاماتهم القوية في المجتمع أو مسيرة التعليم وتطويرها في المستقبل. وما جعلني افكر في هذا السؤال ما نراه يوميًا تقريبًا لإنجازات ومشاركات ايجابية لمبتعثينا في شتى دول العالم سواء في الفعاليات البحثية من خلال القيام بإبحاث علمية متقدمة وبعضها بدون شك فريد ويمثل نقلة نوعية للبحث العلمي عالميًا، أو من خلال مشاركاتهم في الفعاليات العلمية واختيار بعضهم ممثلاً لجامعاتهم في دول الابتعاث في بعضا من هذا الفعاليات.. وبالتالي هم حققوا انجازات تستحق من المجتمع بعد عودتهم أن يكون هناك خطة لإستغلال تقدمهم العلمي والبحثي في تطوير وضعية البحث العلمي في المملكة، وهو أمر ينفي الشائعات التي ترددت مؤخرا عن وجود اهمال في هذا الشأن، والتي دفعت معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري للتأكيد من خلال حواره لـعكاظ: ( أن البحث العلمي من أركان العملية التعليمية بوصفه أحد روافدها الرئيسة وركيزة للتطوير والتقدم في كل مجالات العلوم، فقد أولت الدولة البحث العلمي اهتماما كبيرا يواكب الدعم السخي الذي حظي به قطاع التعليم العالي، فارتفعت نسبة الإنفاق عليه من 0.08% عام 2000 إلى 1% عام 2013 من إجمالي الناتج المحلي. وأدى ذلك إلى تعزيز دور الجامعات في تطوير مراكز البحث العلمي فيها). ورغم الرد المقنع لمعالي وزير التعليم العالي إلا أن هناك سؤالا يطرح نفسه.. إذا كان المتبعثين في شتى دول العالم يساهمون في اكتشاف طريقة جديدة لعلاج الأمراض، وآخرون ساهموا مع شركات أمريكية متخصصة في تطوير صناعة الطائرات، فلماذا لم نرى لهم بعد عودتهم للوطن مثل هذه الإسهامات؟، لماذا لم يقم أيا منهم بإبتكار ما، أو اكتشاف علمي حقق انتصارًا لمسيرة البحث العلمي في المملكة بما يحقق نهاية لأيا شائعات حاولت النيل من مسيرة البحث العلمي .. أليس الرد العملي افضل كثيرا من الرد حتى ولو كان منطقيًا على شائعات، ما كان لها أن تنتشر إلا في حالة غياب المعلومات أو الإسهامات أو ضبابية المشهد الراهن. ما أريد أن أقوله .. أن عشر مراحل في مسيرة برنامج فريد مثل برنامج الابتعاث كان لابد وأن يكون لها ثمارًا قوية تُحدث تحولًا كبيرًا في مسيرة البحث العلمي، ومسيرة الجامعات الوطنية ككل، فلماذا لم نشعر بها قوية وواضحة إلى الآن.. سؤال انتظر الإجابة عليه.؟!