×
محافظة حائل

1500 امرأة يستفدن من فعاليات البيت الوردي بحائل

صورة الخبر

يعول أسرته البالغ عددها سبعة أفراد من مهنة بيع المشروبات الساخنة من قهوة وشاي في الأعياد والمهرجانات التي امتهنها منذ صباه وهو يبلغ الـ 13 عاماً. ويربح عائدا شهريا من هذه المهنة التي تعد مصدر الرزق له ولأسرته ما يقارب التسعة آلاف ريال شهرياً. ويبلغ أبو محمد، بائع المشروبات الساخنة في القهوة الشعبية في مهرجان الدوخلة التاسع في محافظة القطيف شرق السعودية بقرية سنابس بجزيرة تاروت، من العمر 69 عاماً. وعرف عنه منذ سنوات إعداده ألذ أنواع المشروبات الشعبية الساخنة. وقال أبو محمد لـ الاقتصادية إن صناعة القهوة وإعداد الشاي فن توارثه من والده الذي كان معروفا ومشهورا جداً في ذاك الزمان الذي كانت تطلبه كبار العائلات أصحاب الجاه لتحضير القهوة وتقديمها للضيوف في عدة مناسبات سواء مناسبات الأفراح أو مناسبات العزاء مقابل خمسة ريالات في المناسبة الواحدة، وكان يعتبر مبلغا مجزيا في ذاك الزمان، إلا أن المرض ألمَّ به وتوفي وهو لا يزال شاباً مخلفاً وراءه إرثا. وأضاف: استطعت أن أرثه بجدارة بمساعدة والدتي التي شجعتني على الاستمرار في خطى أبي -رحمه الله- فكانت الأواني والدلال التي توضع فيها القهوة التي كان يستخدمها أبي رمزا يعبر عن قدوة فقدتها دفعتني للإصرار والسير على نفس خطى والدي، وكانت ثقة الناس بي عالية ودائماً يترحمون على روح والدي وهو أفضل وأعظم شيء أحققه لأبي الذي أفخر به لتقديمه خدمة اجتماعية أصيلة، والجميع كان يشهد لي بأن قهوتي شبيهة كثيراً بقهوة والدي. وأوضح أبو محمد أنه ورث عن والده خمس دلال بأحجام متفاوتة ما زال يحتفظ بها حتى الآن، ولا يزال يصنع فيها القهوة، مبيناً أنه اتجه لصناعة مشروبات شعبية أخرى، وأن الطلب عليها الآن بكثرة خاصة في المهرجانات، وفسر ذلك بقوله إنه نتيجة لافتقاد الجيل الحالي لأصالة النكهات الشعبية العربية فلا يتقن الجميع صناعتها ونحن كبار السن من نتفنن في إعدادها بمهارة، ولأن الحداثة طالت كل شيء فأنا مجبور أن أنجر وراء الحداثة. وبين أنه يقدم المشروبات الشعبية مثل الزنجبيل والعرقسوس المعروف بفائدته لطرد البلغم ومقوي لجهاز المناعة في الجسم والكركديه الذي يساعد في علاج الإسهال وتطهير المعدة والخروب وهو شراب مطهر للمعدة ومفيد للقولون العصبي والليمون العماني، إلى جانب أنواع الشاي كالشاي الأخضر والشاي العدني والشاي السيلاني وشاي التلقيمة العراقي المر وجميعها مشروبات نباتية لا تضر بالصحة، بل على العكس تفيد الجسم في نواحي عديدة. وزاد أبو محمد: أقوم بتحضير أنواع القهوة المتعددة وأشهرها القهوة العربية التي اشتهر بإعدادها بخلطة ذات نكهة عربية، خاصة المصنوعة من حبات البن والهيل والمسمار والحليب، كما أقدم مشروبات ساخنة أخرى مثل النسكافيه والشاي بالنكهات الجديدة والزهورات ولكن يبقى الإقبال الأكبر على القهوة العربية المعروفة التي يتم ارتشافها مع حبات التمر. وأشار إلى أن دخله اليومي في المهرجانات وأيام الإجازات والأعياد يتضاعف عن الأيام العادية وينتعش البيع عنده في فصل الشتاء، مبيناً أن أسعار المشروبات عنده رمزية للغاية لا تتعدى الريالين، لافتاً إلى أن متوسط ربحه اليومي في الأيام العادية 100 ريال ويتضاعف في الأعياد والإجازات والمهرجانات إلى أكثر من 300 ريال في اليوم الواحد، فيما تصل تكلفة شراء الأغراض في المواسم 700 ريال. وأكد أبو محمد أنه يمتلك حتى الآن 70 براداً كل براد خاص بنوع معين من المشروبات، وقال: أما الأواني فهناك من يفضل الأكواب الورقية، ومنهم من يفضل الفناجيل والاستكانات المخصصة للشاي والقهوة ويقوم بإرجاعها فور الانتهاء من الشرب وآخذ تأمينا عليها لأضمن إرجاعها. ولفت إلى أن أبناءه يفخرون به وبمهنته ولكن لم يتوارثها أحد عنه سوى ابنته الكبرى التي تحضر خلطات القهوة المطحونة بمساعدة زوجته وتقوم ببيعها على جيرانها وأقاربها، موضحاً أن باقي أبنائه انخرطوا في دراستهم الأكاديمية ولديهم أحلامهم وطموحاتهم البعيدة عن القهوة.