•يقول : أنا المواطن البسيط الذي حدثتكم من هنا قبل سنوات .. هل تذكرونني ؟! .. حسناً سأذكّركم بنفسي .. أنا من شاب رأسه من القروض والفواتير وضغوطات الحياة .. أنا ضحية الفساد والتخاذل والتهميش من بعض من خانوا أمانتهم .. أنا من يدفع ثمن أزمات الماء والكهرباء، وتكاليف المعيشة بكل قسوتها، بينما لا تدفع طبقات أخرى أفضل مني مادياً أي تكاليف !.. أنا اللبنة الأساسية لأي مجتمع .. بل أزعم إنني أكثر أهمية من المسئولين والمستشارين والمثقفين لأنني أمثل عجلة الإنتاج الحقيقية في البلاد، والترس الأهم في ماكينة التنمية . •أنا من لازلت عاجزاً عن تفسير لماذا يتدخل الدعاة ورجال الدين في (كل شئ) تقريباً إلاّ في المطالبة بحقوقي ؟! .. أنا من لاتهمه تصنيفاتكم وتقسيماتكم وعنصريتكم ، فأنا لا أكره أحداً ولست ضد أحد .. أنا من لا يهتم بجدالاتكم العقيمة حول قيادة المرأة وعملها واختلاطها !! .. هذا لا يعني أنني منفصل عن هموم وطني ، فأنا مدرك لمشكلاته أكثر منكم ،لأنني أقرأ الواقع مباشرة دون الحاجة لتفسيراتكم ، ومصطلحاتكم (الثقافية) و (الديموقراطية) و (الليبرالية) و( المهلبية ) كما إنني أفهم معنى المواطنة الحقة أكثر منكم يا من تتسمون بـ " النخب المثقفة"! . •أحلامي ليست كبيرة فأنا لا أحلم سوى بعائلة صغيرة ، ومنزل مناسب ، ودخل يحفظ كرامتي حياً وميتاً ، فهل هذا كثير ؟! .. أحلم بسرير في مستشفى ( معقول الخدمات ) ، وبطبيب يحترم إنسانيتي .. أحلم بمدرسة غير مستأجرة لا يختنق أبنائي في فصولها ، وبتعليم يبني شخصياتهم وعقولهم، وبمنتزه أفرغ فيه نصب أسبوع كامل .. فهل هذا كثير أيضاً ؟! .. لا أحلم بالعيش في منتجعات الأثرياء ذات الطرق الحريرية الملساء ، بل سأكتفي فقط بطرق لا تنهك سيارتي (التي لم أكمل أقساطها بعد) بتكسراتها وفوضويتها وازدحامها . •أحلم بإدارات ومرافق تحترم إنسانيتي .. وبمسئول يعمل بعقلية ( الخادم) المؤتمن ، لا بعقلية المتسلط الانتهازي .. مسئول لا يستفزني بتقصيره ، ولا يحبطني بنظرته الفوقية ، ولا يخنق أحلامي البسيطة وأحلام أبنائي الأكثر بساطة بالروتين الممل والواسطة البغيضة .. والأهم أريد مجتمعاً متفهماً لا يشكك في وطنيتي ، وحبي لبلادي،لمجرد أنني انتقدت مسئولاً أو طالبت بشيء من حقوقي.. باختصار أريد وطناً يبادلني الحب والعطاء ، فهل هذا كثير؟! •في الأفلام الهندية ينتصر الخير على الشر .. و يحصل المواطن البسيط في نهاية الفيلم على كامل حقوقه بعد أن يهزم كل من ظلموه .. فهل هذا يحدث في دور السينما فقط ؟! . m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain