سياحة الباحة قادمة أتمنى من هيئة السياحة والآثار أن تلتفت للجوانب التاريخية والحضارية للمنطقة كونها تكتنز الكثير من الأسرار الحضارية التي لم يلتفت اليها حتى الآن بقلم الكاتب الصحفى / د. محمد سالم الغامدى دون شك أن منطقة الباحة تعد من أجمل مناطق المملكة العربية السعودية من حيث الطبيعة الساحرة التي تتسم بخضرتها الدائمة وأزهارها الفواحة وجداولها المائية المستدامة الجريان التي تكسو جبالها وسهولها ووديانها بالإضافة الى جوها العليل وأمطارها التي تهطل بين الحين والآخر صيفاً وشتاء ، وبالرغم من تعرض المنطقة لحالة من التجاهل السياحي من قبل الجهات ذات العلاقة عبر عقود مضت وبالرغم من تباطؤ الحراك التنموي فيها لعدة أسباب منها الخلل الإداري والمالي الذي عاشته الكثير من اداراتها السابقة فيما يخص تنفيذ المشاريع ذات العلاقة بالجذب السياحي وبالإضافة الى حالة الهجرة البشرية لأبنائها التي عاشتها المنطقة بسبب انعدام أدوات الجذب التنموي كالجامعات والشركات الكبرى مما أدى الى تنامي حالة الهجرة الى مناطق أخرى لطلب الرزق وبالتالي ضمور الحراك التنموي فيها ،فبالرغم من كل ذلك إلا ان الكثير من أبنائها الغيورين عليها استمروا في مطالباتهم عبر منابع الإعلام للجهات الرسمية والقائمين على المنطقة ادارياً بضرورة الالتفات لها كونها ثروة سياحية وطنية مهدرة لم تستثمر في ظل هروب الغالبية من أفراد مجتمعنا الى الخارج وهدر مليارات الريالات ، وقد كنت ضمن من استثمر هذه المساحة الصحفية للتنويه بتلك القضية إلا ان تلك المطالبات لم تجد الأذن الصاغية ولكن يبدو أن تولي سمو الأمير مشاري بن سعود وفقه الله لأمارة المنطقة وحسن اختياره للكوادر الإدارية العاملة بمؤسساتها وخاصة بلدياتها قد أنعش الكثير من الآمال والطموحات حيث وجدت هذا العام الكثير من الإنجازات التنموية الرائعة التي نفذت حديثاً وخاصة فيما يتعلق بالمتطلبات التنموية لأبناء المنطقة كالماء والكهرباء والاتصالات وأماكن الترفيه ولكن هذا لايعني أن كل شئ قد تحقق بل أرى أنها البدايات فقط ولكن تلك البدايات كانت رائعة ومشجعة ونتمنى أن تستدام ويقيني أن سمو أمير المنطقة يحمل الكثير من الطموحات التي يستشرف بها مستقبل منطقته ،فالمقدمات تدل على النتائج ..ولعلي هنا أجدها فرصة للتنويه على بعض الجوانب التي تستوجب الكثير من الاهتمام وفي مقدمتها ضرورة الاهتمام بجوانب الإسكان كإيجاد الفنادق الراقية والمجمعات السكنية الممتازة متنوعة الخدمات وتكثيف مراقبتها واستدامتها بالاضافة الى جذب المستثمرين في جوانب السياحة وتشجيعهم وتسهيل كافة الاجراءات الخاصة بهم ، وهنالك جانب أرى انه معدوم الاهتمام بالرغم من أهميته القصوى وهو تشجيع السياحة الشتوية الى المنطقة ،وهذا تحديداً يستوجب بعض الإجراءات الخاصة حيث إن المنطقة في فترتي الشتاء والربيع تعيش أجمل حلة لها ولكنها بعيدة عن الإبراز اعلامياً وإدارياً وكم أتمنى ان تقوم الدولة باستحداث المصانع الكبرى ذات المدى البعيد بالاضافة الى بعض المشروعات التنموية الأخرى كي تكون أحد المنطلقات الجاذبة لإعادة الحراك التنموي والسياحي الى المنطقة والنهوض بها كمنطقة سياحية هامة جدا في ظل ندرة تلك الأماكن في بلادنا وكم أتمنى أيضا من أبناء المنطقة وخاصة رجال الأعمال وما أكثرهم بمدن المملكة أن يكونوا مشاركين فاعلين في النهوض بمنطقتهم من خلال استحداث بعض المشاريع التنموية وأن يكون منطلق ذلك خدمة المنطقة قبل الربح الوفير.. وكم أتمنى أيضاً من أبناء المنطقة من الاعلاميين والإداريين أن يسهموا بما يتاح لهم من كلمة أو فعل في النهوض بمنطقتهم ، ولعلي هنا أجدها فرصة أخرى لمناداة كافة رجال الأعمال بالاستثمار في مجال السياحة الداخلية ويقيني أن منطقة الباحة ستكون الأفضل ولكن مع القليل من الصبر . كما أتمنى من هيئة السياحة والآثار ان تلتفت للجوانب التاريخية والحضارية للمنطقة كونها تكتنز الكثير من الأسرار الحضارية التي لم يلتفت اليها حتى الآن ويقيني أن مايقومون به سيكون فتحاً تاريخياً وحضارياً للعالم بأسره فالعارفون بتلك الأسرار من المؤرخين يعلمون جيدا بعض تلك الأسرار.. ثم يبقى الأمر المؤكد وهو أن كل ذلك لن يكون ذلك المنجز المبتغى قاصراً على منطقة الباحة الجغرافية فقط بل ستمتد الفائدة الى كل أرجاء الوطن كون المصلحة ستكون متبادلة وشاملة والباحة جزء هام من هذا الوطن الكبير . والله من وراء القصد.