حملت حركة "حماس" الفلسطينية أمس الثلاثاء إسرائيل مسؤولية "التعثر المستمر" بالمباحثات الجارية في القاهرة لإعلان اتفاق دائم للتهدئة في قطاع غزة. وقال سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة في بيان إن "الاحتلال يتحمل مسؤولية التعثر المستمر في مفاوضات القاهرة بسبب مماطلته وعدم توفر الإرادة للتوصل لاتفاق". وأضاف أبو زهري أن "على الاحتلال عدم إضاعة الفرصة والتوقف عن ممارسة لعبة الوقت، وحركة حماس تؤكد جاهزيتها للتعامل مع كل الاحتمالات والتطورات". ونفت مصادر سياسية إسرائيلية أمس ما تردد عن التوصل إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة تدريجيا وإعادة إعمار القطاع بدعم دولي. وقالت المصادر وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن الوفد الإسرائيلي إلى مفاوضات القاهرة الذي يضم شخصيات أمنية "تلقى توجيهات بالإصرار على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل". من جهته حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين من أن العنف في القطاع قد يتفجر مجددا ما لم يتحقق تقدم في المحادثات وقال عزام الأحمد القيادي البارز بحركة فتح إن هذه المفاوضات لم تحقق تقدما حقيقيا. وقال "لم يحدث أي تقدم حول أي نقطة" في اشارة الى المحادثات الرامية الى التوصل لوقف دائم لاطلاق النار في قطاع غزة. وأضاف الأحمد "يجب علينا أن نستغل كل دقيقة في الأربع والعشرين ساعة القادمة حتى نصل الى اتفاق وإلا استمرت دائرة العنف." واستطرد "ليس هناك تقدم حقيقي لهذه المفاوضات وتواجه صعوبات حقيقية وأزمة وهي شاقة وعسيرة والطرف الاسرائيلي يماطل ويسرب ويقوم بحملة تشويش وايضا للضغط على غرفة المفاوضات". من جهة أخرى قال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية إن المندوبين الإسرائيليين لا يزالون في القاهرة وهم منكبون على وضع تفاصيل اتفاق محتمل على الرغم من أن الطرفين لم يتوافقا بعد على مسودة. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لقد صدرت تعليمات للوفد الإسرائيلي بالإصرار على المطالب الأمنية وبمجرد التوصل إلى اتفاق سيتم دعوة الحكومة للاجتماع لبحثه". وقال مسؤول فلسطيني كبير في غزة إن نقاط الخلاف التي تعرقل الاتفاق هي مطالب حماس لبناء ميناء بحري ومطار والتي تصر إسرائيل على إرجاء مناقشتها الى مرحلة لاحقة. وفي موضوع ذي صلة ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أمس الثلاثاء أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاول الأسبوع الماضي إخفاء مشروع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تقدمت به مصر عن حكومته. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أنه خلال الاجتماع المسائي للحكومة الخميس الماضي واجه وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان نتنياهو بنسخة من المقترح المصري كان قد تلقاها وطلب توضيحا من نتنياهو بشأنها. وذكرت الصحيفة أن ليبرمان فاجأ نتنياهو بهذا، وأن هذه كانت المرة الأولى التي يسمع فيها أعضاء الحكومة عن تلقي إسرائيل مشروع اتفاق لوقف إطلاق النار من المصريين وطالبوا بنسخ منه حتى يتسنى لهم مراجعته. وأشارت إلى أن أجواء عاصفة اعقبت ذلك ووجد نتنياهو نفسه في موقف دفاعي. وقال المسؤول إن نتنياهو قال لأعضاء حكومته أن الأمر مجرد اقتراح من بين اقتراحات كثيرة جرى تعديلها مرارا وتكرارا خلال الأيام الماضية. وأضاف للوزراء :"أنا لم أقل نعم لهذا المقترح وحتى الآن لم نوافق عليه". وغادر نتنياهو الاجتماع للتحدث مع بعض الزائرين من رؤساء بلديات الجنوب، وكان من المقرر أن يستغرق اللقاء دقائق قليلة إلا أنه مده لأكثر من ساعة. وفي النهاية، نفد صبر ليبرمان ووزير الدفاع موشيه يعالون وغادرا الاجتماع الذي تم تأجيله ومواصلته صباح اليوم التالي. وذكر المسؤول الإسرائيلي أن اجتماعي مجلس الوزراء يومي الخميس والجمعة جاءا بعد نحو أسبوعين ظل الوزراء فيهما يجهلون أي شيء عن مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة. وشكوا غاضبين من أن نتنياهو ويعالون يعتزمان تقديم اتفاق نهائي لهم ويتوقعان منهم الموافقة عليه أوتوماتيكيا. ورفض ديوان رئيس الوزراء التعليق على تفاصيل ما ورد في التقرير.