×
محافظة المنطقة الشرقية

مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي يفتح باب التسجيل للتنافس على جائزة إثراء للإعلام الجديد

صورة الخبر

عقيلة آل حريز قاصة سعودية لها فلسفتها الخاصة في رؤية الأمور وبلورة الأشياء ، بعثت لي نظرية للحُب فأعجبتني كثيراً ؛ لأنها تجاوزت الإطار الضيِّق الذي نتعاطى من خلاله هذه القيمة السامية ؛ فأحببت مشاركتكم لها فتقول : من لا يجد الحب كما يشتهي فليُصنِّعُه بطريقته وليبيعه على طراز ما يهوى، حتما سيجد مقبلين عليه في زمن شحت فيه المشاعر ، أنا هنا لأبرهن على أن الحب صناعة احترافية لا يتقنها إلا أولئك الذين فاضت قلوبهم به وقدروا رغم الشُّح على العطاء ، امنحوني مساحة من قلوبكم لأحدثكم عن نظريتي هذه فما دامت الروح تمتلئ بالحب وتفيض فيمكنها أن تصنعه بطريقتها وتبيعه على الناس الذين حرموا أنفسهم منه. قد أبدو بفكرتي هذه كطائرة ورقية مليئة بالحب والحياة تحطني الدهشة في أماكن عدة وتحركني الريح حيث يكثر الدفء فالدفء وقودي للحياة والحب وقد يعترض قائل : أيمكن بيع الحب ؟! متى وكيف !؟ ألا يكفينا شُحه ليبيعه التجار ويستغلوه كسلعة متداولة تفقد قيمتها؟ لكن العمر يمضي بنا ونحن نبحث عن الحب ولا نجده فيمن نُحب، أو نجده شحيحاً وبغير ما نهوى مختلطاً بالمصالح والأهواء والأمزجة، هي وجهة نظر معقولة لكنها ليست كل الحقيقة مطلقاً ، فالحقيقة لها أجزاء عدة ووجوه مختلفة تلتقي في نقطة واحدة، صحيح أن بعض من نُحب ليس على هوانا لكن بالمقابل لنا خيار المواصلة أو أن نموت كمداً ، لذا سنختار صناعة الحب وبيعه لمن حولنا من خلال الاحتواء والمداراة ، فتحت ظلال الحب ترف القلوب وتتجه النفوس لتسكن فالحب منطقة واسعة جداً فوق التباينات السقيمة فقلبك وحده الذي يصنِع الحب بطرق مختلفة ليبيعه لمن حوله بالمجان فيمنحك نشوة الطيران والتحليق بخفة وسعادة حين تلمس خفقات القلوب وتدفق هدير الحياة فيها ، إذ لا شيء في هذا العالم قادر على أن يعوضك الحب أو يستثمره أو يستبدله سوى الحب نفسه ، فإن لم تتلقه فاجتهد لتصنعه لغيرك على طريقة ما تهوى وتتمنى ، إذ سرعان ما يتسرب لروحك وينسكب في فراغات نفسك ، فيُطلقها من أسرها وحزنها وارتباكات الحياة المحيطة بها فيعيد صياغتها من جديد ، ولأنه زمن شح فيه بين الناس، يجب أن نصنعه حتى لا ينتهي معناه بيننا، فيفقد العالم وهج المشاعر. سيكون صوت الحب قوياً ومسموعاً حين ننطلق فيه بعفويتنا، ولا شيء يجعلنا أكثر خيبة كالصمت عنه، فالله خلق الناس للخير وخلقهم للسعادة والفلاح فسيظل الخير فيهم ماداموا يؤمنون به ويتهادونه بلا ثمن لأولئك الذين حرموا لذته أو فقدوا حِرفية التعامل معه فقتلوا أزهار قلوبهم قهراً حتى احترقت عروشهم ولم يلتفت لهم أحد وسط عتمة الوقت والزمن وتماوجات العمر وترهل أحداثه . لم يكن الحب مساومة ولا مقايضة ولا استضعافاً أو استعلاء تمارس إنما هو قداسة تنمي الروح وتشبع العقل وتروي القلب إنه محور الاقتراب من اللهفة وتقاسم أوردتها فعلى قدر حبك تتسع الأرض لك فيطهُر العباد من تكلساتهم، ومن خلاله يدركون كم نعم الله عليهم عظيمة أن أوقد قلوبهم معرفته وجعل مشاعرهم تنصب بمباركته ، دعك مما يقولون عن أباطيل الحب وشبهاته السطحية ، الحب شيء آخر مختلف بلمساته الإنسانية ورُقيِّه ، إنه فوق ما يقولون وأكبر مما في نفوسهم . فاقد الحب يمكنه أن يُصنِّعه ليهديه عن طيب خاطر للمارة سواءً تقاسم معهم الألم والحنين أم تنكر بلباس بائع متجول كبائعة الكبريت التي تجوب شوارع شتوية ممطرة وباردة لتهدي للناس النور والدفء حين كانت ترتجف، فلا أحد يمكنه أن يطرق القلوب بفيض ليهبها الحب بسلاسة كما يفعل الباعة المتجولون ليسوِّقوا للناس بضاعتهم بخفة ورشاقة ويدللوا عليها ولو بمسمى البيع ليقنعوك بها، ولعل دفئاً نقايضه بدفء نستعيض به عن وحشة ما يزيح غبار الحنين عنا ويفتح قلوبنا للتعويض به عما نجد هو الخير. Zaer21@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (33) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain