قمت مؤخرًا بعمل عدد من الدورات التدريبية المكثفة لمجموعة من المديرين في بعض القطاعات الحكومية بعنوان: "العلاقات العامة في عصر الإعلام الرقمي وثورة شبكات التواصل الاجتماعي"، تضمنت ثلاثة محاور أساسية وهي: (الإعلام الجديد: التحديات والفرص)، (إدارة الأزمات في عصر المعلومات الرقمية)، وأخيرًا: (المتحدّث الرسمي الحكومي في عصر المعلومات). سعادتي كانت كبيرة للغاية لأني كتبت مرارًا ومنذ سنوات بضرورة اهتمام الجهات الحكومية وبشكل خاص الخدمية بتوظيف جميع أدوات الإعلام الجديد لتطوير خدماتها وأدائها، إضافة إلى مطالبتي بحتمية وجود المسؤولين بأنفسهم على تلك الشبكات. وهأنا اليوم -ولله الحمد- أرى اهتمامًا كبيرًا في هذا الاتجاه سواءً من حيث تدريب موظفي القطاع العام على المهارات الرقمية، أو من حيث وجود المسؤولين على شبكات التواصل وتفاعلهم المباشر مع المواطنين. وكما هو معروف فقد كان وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أول الوزراء وجودًا على وسائل الإعلام الجديد بدءًا بالفيسبوك، ثم تويتر وask.fm، وانتهاءً بوجوده وتفاعله على مجموعة "نخبة الثقافة والإعلام" على الواتس آب، والتي أسسها الزميل النشط راشد الزهراني، وتضم تحت سقفها أكثر من 50 عضوًا من المثقفين والإعلاميين؛ يناقشون بشكل يومي كافة قضايا المجتمع وبشكل خاص الثقافية والإعلامية. اليوم أصبحت شبكات التواصل تحفل بعدد من المسؤولين المتفاعلين، ومنهم على سبيل المثال الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب، والمهندس عادل فقيه وزير العمل، والدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة، والدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة، إضافة إلى عدد من أعضاء وعضوات مجلس الشورى، وعدد من المسؤولين والمتحدثين الإعلاميين الرسميين، وفي مقدمتهم الصديق أسامة نقلي رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية. القادم الجديد بقوة وحماس هو أمين مدينة جدة الدكتور هاني أبو راس، والذي دخل إلى تويتر بعد الفيسبوك بصفحات شخصية وصفحات للأمانة للتعريف بالمشروعات وتلقِّي البلاغات والشكاوى.. هذه التجربة للأمانة في الوجود على شبكات التواصل الاجتماعي كانت في الواقع أنموذجًا تم التطرق إليه كثيرًا أثناء الدورات التدريبية باعتبارها مثالاً جيدًا لخدمة العملاء، وتلقِّي بلاغاتهم إلكترونيًّا، وهي تجربة لا ينقصها سوى التنبه لعلاج بعض المشكلات الفنية والإجرائية الهامة مثل تعطل صفحة "بلاغات العملاء" على الفيسبوك، والتأخُّر الكبير في التعامل مع البلاغات ممّا يُفقدها قيمتها، ويزيد من تذمُّر العملاء بدل العكس. برنامج الخدمات الإلكترونية لوزارة الداخلية يعتبر أيضًا مدعاة للسرور، حيث يهدف إلى تحويل تعاملات الأحوال المدنية والجوازات والمرور إلى تعاملات إلكترونية يمكن تنفيذها من أي مكان وفي أي زمان بكل ما لذلك من إيجابيات، كتوفير الوقت والجهد وتخفيف الزحام. هذا الوجود الرقمي للمسؤولين والجهات الحكومية يتطلب تطويرًا مستمرًا، آملاً أن نرى قريبًا مزيدًا منهم على شبكات التواصل إمّا اختياريًّا أو إلزاميًّا. saudkateb@gmail.com