في وقت رضخ فيه رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي للأمر الواقع، وأعلن تنحيه عن السلطة، طالب خطيب جمعة الفلوجة أمس المجتمع الدولي بمحاكمة المالكي على جرائمه الإنسانية وظلمه لشعبه، مشيرا إلى أن حكم المالكي لسنوات خلف دمارا وتخريبا للبلاد. وقال إمام وخطيب جامع الرحمن الشيخ عبدالله المحمدي إن "حكم المالكي لسنوات خلف معاناة آلاف العلائلات التي هجرت من الفلوجة والرمادي وتكريت والموصل وسامراء وحزام بغداد ومن ديالى؛ جراء القصف العشوائي وبراميل الموت والمجازر التي ترتكبها المليشيات". وكان المالكي قد أعلن في خطاب متلفز مساء أول من أمس تنحيه عن السلطة لصالح رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، منهيا بذلك أزمة سياسية حادة. فيما ألقى المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني بثقله وراء رئيس وزراء العراق الجديد المكلف قائلا: "إن الانتقال السياسي هو فرصة نادرة لحل الأزمات السياسية والأمنية". ودعا ممثل المرجع الشيعي في محافظة كربلاء أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة أمس، المتطوعين في الجيش العراقي إلى عدم رفع أي "علم أو صورة"، غير "العلم العراقي". وقال إن "على المتطوعين عدم إلحاق الأذى بالمواطنين الأبرياء مهما كانت توجهاتهم"، مؤكدا "على ضرورة أن يكون العلم العراقي هو الراية التي يرفعونها في قطاعاتهم ووحداتهم، وأن يتجنبوا رفع أي صورة أو رموز أخرى". وأضاف أن "اكتمال الاستحقاقات الدستورية للرئاسات الثلاث في مواعيدها المحددة، والاتفاق الوطني عليها والترحيب الدولي والإقليمي هي فرصة إيجابية نادرة، لابد من استثمارها من أجل فتح آفاق جديدة تكون باكورة خير لحل المشاكل،لا سيما الأمنية والسياسية". لافتا إلى أن "التدهور في الحياة السياسية بين الساسة العراقيين بالداخل ومع الدول الأخرى جعل الحاجة ماسة الى تغيير بالمواقع والمناصب في الدولة واعتماد رؤية مختلفة لإنقاذ البلاد من مخاطر الإرهاب والحرب الأهلية والتقسيم"، مطالبا "البرلمان والحكومة إلى الإسراع بوضع وتنفيذ خطط شاملة لمعالجة ملف النازحين وإنهاء معاناتهم". وفي نفس السياق، رحب مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق بإعلان نوري المالكي تنحيه لصالح رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، واصفا هذه الخطوة بأنها "تاريخية". وقال "نيكولاي ملادينوف" في بيان إن "قرار المالكي السماح بتشكيل حكومة جديدة للمضي قدما دون مزيد من التأخير، إنما يدل على الحنكة والالتزام بالعملية الديموقراطية والدستور". وأضاف أن "هذا القرار سيشكل معلما تاريخيا آخر هو الانتقال السلمي للسلطة في بلد عانى الكثير من سفك الدماء والعنف". ومن جانبه، دعا رئيس الوزراء العراقي الجديد إلى الوحدة في مواجهة التحديات الخطيرة محذرا من أن الطريق "لن يكون سهلا ولا معبدا بالورود". وقال العبادي في صفحته على موقع فيسبوك: "لن أقدم لكم وعودا غير واقعية"، ودعا العراقيين إلى التكاتف والتعاون من أجل صالح العراق الذي يواجه حربا أهلية طائفية. من ناحية ثانية، بدأت القوات المسلحة الألمانية أمس إرسال مساعدات إلى شمال العراق، حيث فر آلاف الأشخاص من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية "أورسولا فون دير لين": "إن بلادها تنظر أيضا في إمكانية تقديم معدات عسكرية". كما قالت جمهورية التشيك أمس إنها: "قد تبدأ في توصيل الأسلحة والذخيرة للأكراد الذين يقاتلون متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق في نهاية أغسطس الجاري". وقالت وزارة الخارجية التشيكية في بيان: "ترى وزارة الخارجية أن نهاية أغسطس موعد واقعي لبدء التوصيل". ولم يذكر البيان كميات الأسلحة التي سيتم نقلها.