(21.7) مليار ريال هي أرباح البنوك السعودية نهاية النصف الأول من العام الحالي 2014، وودائع المصارف السعودية سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية حزيران (يونيو) الماضي، لتقارب 1.5 تريليون ريال. بالتأكيد، المبلغ الربحي يمد المجتمع بكثير من البرامج التنموية والإثرائية والخيرية، خاصة أن البنوك تربح من أفراد المجتمع بشكل أساس، ولم تقدم لهم ما يمكن أن تستحق الشكر عليه غير الصفر الشكلي في خانة المنفذين للمسؤولية الاجتماعية! مع عدم الإنكار أنها تهدي لأصحاب الأرصدة المليونية فقط، وتتواصل معهم. والمسؤولية الاجتماعية واجبة بعيداً عن ربحية السلع والخدمات المدفوعة؛ فتكون العلاقة ليست من طرف واحد فقط، ولا مِنّة ولا فضلاً لهم فيها؛ ذلك أن المال الذي جمعوه مال المجتمع في حقيقته مقابل خدمات بالغوا في ربحيتها، مع أهمية أن تكون معياراً للأداء الأساسي للبنوك، بل إن مشاركتها المجتمع تُزيد نجاحها. والمسؤولية الاجتماعية أعمال استباقية لأي تعزيز للمصلحة العامة عن طريق تشجيع نمو وتطور المجتمع، والقضاء على الممارسات التي تضر بالمجال العام، بل أصبحت أمراً أساسياً لنجاح البنوك على المدى الطويل من خلال الأنشطة الخيرية والاجتماعية التي تقدمها وتُكسبها ثقة وسمعة طيبة أمام جمهورها، وإن كان العمل للمجتمع يعتريه معوقات تعيق تفعيل الدور الاجتماعي للبنوك، تتمثل في عدم وجود خطط واستراتيجيات واضحة لممارسة المسؤولية الاجتماعية، ونقص برامج التوعية بالدور الاجتماعي، ونقص الحوافز المخصصة لتحفيزهم على المساهمة في أداء المسؤولية الاجتماعية، وضعف التنسيق بين الجهات المنظمة للعمل الاجتماعي وعدم إلزاميتها من قِبل الدولة. وما يقدَّم اليوم من البنوك لا يعدو أعمالاً خجولة، تزينها الدعاية الإعلامية شكلياً، ومع ذلك نحتاج للخطوة الأولى الحقيقية في ذلك، مثلاً: * إعفاء أقساط عن المقترضين كأشهر الأعياد ورمضان ووقت افتتاح المدارس والإجازات والمعسرين!! فضلاً عن الإكراميات المفاجئة للعملاء. * المساعدات المالية المباشرة للفقراء والمساكين ومَن في حكمهم. * دعم طلاب المدارس الذين يحتاجون للدعم المادي والتجهيزات للدراسة. * إقامة التدريب والتأهيل لشبابنا على المهن وممارسة الأعمال التجارية. * مساعدة الشباب في الزواج مادياً، وتيسير تكاليف تجهيز بيت الزوجية بالقروض غير الربحية أو قروض يسقط منها 25 % مثلاً. * المشاركة في الدعم العلمي للباحثين والدارسين بتوفير محاضن تدريب ومكتبات علمية. * مساعدة المزارعين بالقروض الميسرة من غير ربحية، ودعمهم مادياً وعينياً. * الرعاية والدعم المادي للأنشطة الرياضية التي تقام في الأحياء والمدارس، بما يعزز ترابط شباب المجتمع. * تقديم المواد التموينية في مراكز تجارية بسعر غير ربحي. * تقديم الدراسات والمشورات الاقتصادية في جدوى العمل التجاري، وإبراز الفرص المربحة لشباب الوطن. ولعل البنوك تدرك الحقيقة، أن عمل الخيري زيادة في الأجر عند الله، وبركة ونماء لأرصدة البنك.