لم يكن الزميل المأسوف على كوميدياه الحقيقية روبي ويليامز أول من يهرب إلى وهم المخدرات من جحيم الاكتئاب النفسي، ولن يكون الفنان الأخير الذي لا يغادر مصحة نفسية لعلاج الإدمان إلا إلى مصحةٍ أخرى للتخلص ولو مؤقتاً من فكرة الانتحار! والرابط الوثيق بين المخدرات والانتحار هو البحث عن أسهل وأسرع الحلول، وبالنسبة للمجتمع هناااااك بعييييد فإن (أي شيءٍ) أرحم من هذا العذاب الذي وصفه الطبيب النفسي الراحل/ عادل صادق قائلاً: لو كان الاكتئاب النفسي سائلاً فإن قطرةً واحدةً منه تذيب جبلاً ضخماً! أما في المجتمع العربي (الفاضل) ـ بالياء المنطوطة ـ فمن النادر أن يعترف النجم بتعاطيه أي نوع من المخدرات، إما لأننا لا نحتاج لاعترافه فسيماهم في وجوههم، وإما خوفاً على سمعة عائلته (الملائكية)! ومن أولئك المبدعين الأفذاذ الذين اعترفوا بالتعاطي والإدمان على الملأ الفنان (مرسي الزناتي يا رِجَّاله) الشهير بـ(سعيد صالح) يا رجّاله برضو! حيث كشف (التحشيش) فيه عن أعظم مؤرخٍ ـ بعد الجبرتي ـ يلخص تقلب الدنيا بـ(أم الدنيا) في: الفش والغش واللي لا بيهش ولا بينش!! وكان ذلك الخروج عن النص المشهود من اسم الله علينا سبباً في حبسه ستة أشهر تحرر فيها من عبودية (الوهم) مصداقاً لنظرية الأستاذ محظوظ: (سجن الحرية وحرية السجن)!! أما الشاعر الفنان (الفاجومي)/ أحمد فؤاد نجم فقد أعلن أنه لا يحب الحشيش بل (يقدِّسُه)! وإنما توقف عن تعاطيه لأن الدنيا (باظت قوي) فلم يجد صنفاً نقياً للأسف كله مضروب!! ولكنه ينفي نفياً قاطعاً أن يكون للـ(كيف) أي تأثير في ولادة أو تجلِّي الحالة الإبداعية، رغم ما تكرس في تلافيف الدماغ الاجتماعي من (وهم) يجعلنا كلما أدهشتنا مقالة أو قصيدة أو حتى تغريدة نسأل صاحبها: تكفى دلنا على الصنف!! ولا يكتفي أمير شعراء الزجل الحاج الصوفي/ بيرم التونسي بالاعتراف بتعاطيه الحشيش (15) عاماً، بل يقدم خطته الفعالة السريعة لـ(الإقلاع في ثلاثة أيام فقط) وهو عنوان مقالة قدمنا فيها حلولاً أخرى لمن يريد أن (يفيق)!! نقلا عن مكة