"لم أصدق صورة نجلي.. كنت أشعر أني في حلم.. ظللت أكذب نفسي.. كنت أشك في مصاريف زوجي الكبيرة على الطفلين".. بهذه الكلمات عبرت الأم المفجوعة في طفليها "عبدالله وأحمد"، اللذين زج بهما والدهما في الصراع الدائر بسورية بعد إعلانه الانضمام إلى "داعش". وطالبت الأم، بعد خروجها من المستشفى وتوجهها إلى الحرم المكي، الجهات المختصة بألا تعطي الفرصة للمتطرفين لخطف أبناء المملكة والتحكم بمصير ومستقبل جيل كامل من الصغار والشباب، مشددة على ضرورة ألا يكون مثل هؤلاء أقوى منهم فيدهورون المجتمع. وشددت "أم عبدالله" على أن ظهور صورة لنجليها وإلى جوارهما أسلحة كلاشنكوف وخلفهما علم "الدولة الإسلامية" كانت "الصدمة القاضية" بالنسبة لها، بعدما صدمت قبلها بنبأ خروجهم إلى هناك ثم صدمت مرة أخرى بتلك الصورة التي وضعتها أمام الأمر الواقع وأمام مصير مجهول ينتظر ابنيها اللذين لم يكملا (10 و12) عامًا على وجه هذه الدنيا. وأضافت لـ"الرياض"، في عددها الصادر الأربعاء (13 أغسطس 2014): "أشعر أني في حلم حتى الآن وأن ما يحدث لي ليس حقيقة وكنت أكذب نفسي وأنا أتلقى نبأ دخول طفليّ الأراضي السورية وأتلقى صورهم بالسلاح، بأن من ظهرا في الصورة ليسا ابنيَّ فأنا أعرفهما جيدًا فهما أفضل مما ظهرا عليه". "شككت بأن صورة عبدالله وأحمد مفبركة".. بهذه الكلمات ردت "الأم" على سؤال حول إذا كانت ترى ظهور نجليها في حالة إعياء وتعب على ملامحهما بما يدل على احتمالية أن يكونا قد قطعا مسافات طويلة سيرًا على الأقدام عقب عبورهما الحدود التركية السورية إلى الداخل السوري. وروت تفاصيل رسائل "الثالثة فجرًا" ثالث أيام العيد التي تلقوها من والد الأطفال الذي انفصلت عنه قبل سنوات، وأبلغهم فيها بمغادرته إلى سورية عن طريق تركيا للمشاركة في القتال هناك بعد أن أوهمهم أنه في رحلة إلى دبي بصحبة الأطفال، وطالب أسرته بأن يستلموا سيارته من المطار، كما طالبنا بأن نحتسب الأطفال عند الله. كما أشارت إلى أنه تحدث لهم عن توجهه إلى دولة الخلافة كما يقول للانضمام مع خليفتهم المزعوم أبو بكر البغدادي، "وعندما حاول أخي وأقاربه الاتصال به أبلغهم بأن هاتفه للرسائل فقط، فأرسل له أخي ليوضح أن ما فعله لا يجوز وأن الأطفال لم يبلغوا سن الرشد، فرد بأن البلوغ ليس له علاقة فيما أقدم عليه". وبخصوص وضع طفليها الغائبين "عبدالله وأحمد" قبل الحادثة، لفتت والدتهما إلى أن وضعهم الدراسي ممتاز جدًا، وكانا ينشران صور احتفالهما بنجاحهما في المدرسة وصورهما في مناسبات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يبديا أي أمر يثير الشكوك في علاقتهما مع والدهما أو ما يظهر نيته في الإقدام على فعلته، خصوصًا أنهما تجاوزا موضوع انفصالها عن أبيهم تمامًا ولم يكن لذلك أي تأثير عليهم. وأنهت "أم عبدالله" حديثها طالبة من الجميع الدعاء لها لتجاوز ما تمر فيه من صدمة والدعاء لطفليها بأن يعودا إليها سالمين، كما دعت كل من بيده شيء لعمله لإنهاء المأساة والحرقة التي تعيشها ليل نهار.