.. هذا كتاب بعنوان ضخم، لكنه مختصر مفيد لمن يريد الاطلاع العاجل عن المدينة المنورة خلال القرن الرابع عشر الهجري، وقد سماه مؤلفه (موسوعة تاريخ المدينة المنورة قديما وحديثا)، ومع أن النص المنشور لا يزيد على 300 صفحة، إلا أن المؤلف الباحث الخزرجي قد ختم الكتاب بنحو 60 صورة كثير منها ملون، كما افتتحه بصور لولاة الأمر ــ حفظهم الله ــ زادت في قيمة الكتاب، وقد طبع على ورق صقيل وازدان الغلاف بصورة القبة الخضراء على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وعلى الغلاف الخلفي صورة المؤلف وسيرته، عرف نفسه بقوله: الشيخ عبدالله فرج ظاهر زامل الخزرجي المولود ببداية القرن العشرين بمحلة الطيار بالمدينة المنورة شخصية موسوعية، فبالإضافة إلى ما تضلع فيه من علوم الدين واللغة العربية والتاريخ والقضايا الشرعية، فهو أديب وشاعر ومنشد يتميز بدرامية أدائه وتعبيره وسرعة بديهته وذاكرته الحادة ووصفه التصويري. وقد استفدت من الكتاب إلا أنني لما رجعت إلى فهرست محتوياته هالني ما تضمنه الفهرست من تكرار لعبارة (خطأ الإشارة المرجعية غير معرفة)، ولم أفهم المقصود بذلك، كما أن هذه العبارة طمست أرقام الصفحات في الفهرست، فعسى أن يتم تدارك ذلك في الطبعة القادمة أو تلافيها بطباعة ملحق تصحيحي، وهناك أخطاء طباعية أخرى، ففي صفحة 98 مثلا وردت لفظة الحرمين وصحتها المجرمين، وفي صفحة 55 ستة أبيات حل الواو محل الضمة في القافية، مثال ذلك: لهم مكان كما شاؤوا وإمكانوا. وبما أن المؤلف أديب وشاعر فعليه تدارك هذه الأخطاء، لكني أكرر أن الكتاب مختصر مفيد ومفعم بالمعلومات عن المدينة المنورة وما تم فيها من أحداث أواخر الحكم العثماني والمعارك التي دارت في تلك السنوات، ثم يرصد المؤلف التطورات التي حدثت في المدينة المنورة بعد ذلك وعمرانها وزراعتها ومختلف النواحي فيها، فمثلا يقول المؤلف: وفي بداية عام 1369هـ أنشئ مرور المدينة المنورة، وكان عدد السيارات لا يزيد على ثلاثين سيارة خصوصية، وأضيئت أول إشارة مرورية بالفوانيس تبرع بها الشيخ بكر سمكري. وفي موضع آخر، يذكر المؤلف أن علاء الدين رئيس بلدة ميرات في الهند سافر إلى المدينة المنورة بسيارته الخاصة، فكان أول حاج يسافر إلى المدينة بسيارته. والكتاب، والحق يقال، حافل بالمعلومات التي لا يستغني عنها باحث في التاريخ والاجتماع في المدينة المنورة، لكني أود لو أنه وضع حاشية في كل صفحة عن المراجع التي استقى منها المؤلف الفاضل هذه المعلومات القيمة. وقد تفضل بطبع الكتاب المهندس سعود ميره، فشكرا له على تجشمه المجيء إلي بنفسه وإهدائي نسخة من هذا الكتاب، وتحية لمؤلفه الأستاذ المؤرخ عبدالله الخزرجي. السطر الأخير: وإنما المرء حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن وعى