كشف لـ«عكاظ» رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب، عن 18 هزة ارتدادية تابعة للهزة الرئيسة بجازان بقوة 3.77 درجة، مبينا أن الهزات الارتدادية لم تشكل أية مخاوف على أهالي المنطقة. وقال «تعتبر جازان إحدى مناطق المملكة الثلاث عشرة الإدارية، وتحتوي على ما يقرب من مائة جزيرة بالبحر الأحمر أشهرها جزيرة فرسان وتبلغ مساحة هذه الجزر (702) كم2». وأشار إلى أن جازان تتميز بوجود جبال فيفاء، بني مالك، الريث، الجبل الأسود، الحشر، بلغازي، منجد، الصهاليل، هروب، سلا بني حريص، وإقليم السهل الساحلي، والسلاسل الجبلية الواقعة على طول الحافة الغربية من منطقة جازان، كما تمتد الأودية التي من بينها وادي بيش، صبيا، خلب، نخلان، تعشر، وساع، شهدان، لجب، قرى، ريم، والدحن. ولفت إلى أن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية نفذت خريطة جيولوجية توضح امتدادات الصدوع الحديثة بين خطي طول (42.25° و42.75°) شرقا والممتدة من ساحل البحر الأحمر إلى داخل السلاسل الجبلية الواقعة بالجزء الغربي من الدرع العربي، وخطي عرض (16.25° و17.50°) شمالا للمنطقة الواقعة بين الحدود اليمنية وحتى (150) كم نحو الشمال. وأوضح أن جازان تغطيها صخور الدرع العربي التي تنتمي إلى دهر ما قبل الكمبري وتكونت نتيجة عمليات تصادمية لعدة جزر قوسية وهي الأقدم عمرا، يعلوها في العمود الطباقي الصخور الرسوبية من حقبة الحياة القديمة (الباليوزويك)، ومن ثم الصخور الرسوبية من حقبة الحياة المتوسطة (الميزوزويك)، يعلوها مجموعة جيزان من العصر الثلاثي، ثم معقدات تهامة عسير من العصر الثلاثي، ثم الحمم البازلتية الواقعة جنوب الدرب، ويقطعها قواطع من العصر الثلاثي، وأخيرا الرواسب السطحية الرسوبية الحديثة التي تكونت في العصر الرباعي، كما تقل سماكة القشرة الأرضية من (40) كم في الدرع العربي حتى تصل إلى (18) كم على امتداد ساحل البحر الأحمر، وتتميز المنطقة الواقعة في الحد الفاصل بين الدرع العربي وصخور العصر الثلاثي بأنها تعاني من التصدع بشكل عام، ويتواجد على حافة السلاسل الجبلية حزام من الصدوع الكثيفة التابعة لحقبة الحياة الحديثة (السينوزويك) تمتد موازية لشاطئ البحر الأحمر نتجت بسبب شد الصخور من الجانبين الواقعة تحت تأثير إجهادات الشد أو ما يعرف بالتمدد القشري، وتسببت عمليات الشد في ضعف سماكة القشرة الأرضية، كما تتواجد صدوع إزاحة المضرب ذات إزاحة يسارية مثل صدع الدرب تقطع حزام من الصدوع العادية التي تمتد باتجاه شمال - جنوب، وتتأثر هذه الصدوع بحركة الصفيحة العربية التي نتجت عن عمليات انفتاح البحر الأحمر، حيث ينشأ عن هذه العمليات إجهاد شد يؤثر على المناطق الساحلية والجبلية القريبة من البحر الأحمر في هذا الجزء من المملكة، وتوجد مكاشف للصخور الرسوبية التابعة لحقبة الحياة القديمة (الباليوزويك) بالقرب من السهل الساحلي للبحر الأحمر، وتشتمل على صخور متكون الوجيد المكونة من صخور الحجر الرملي المتصدعة والمائلة بزاوية (50) درجة نحو الغرب باتجاه البحر الأحمر، كما تظهر مكاشف الصخور الرسوبية التابعة لحقبة الحياة المتوسطة في السهل الساحلي للبحر الأحمر وهي تشتمل على صخور رملية تابعة للعصر الجوراسي وتتمثل في متكون خمس يعلوها متكون عمران من الحجر الجيري تابعة للعصر الجوراسي الأوسط، كما تظهر الخريطة الجيولوجية أن صخور متكون الوجيد تميل بزاوية منخفضة على سطح الأرض نحو المنخفض الغوري الذي تكون نتيجة التمدد القشري قبل انفتاح البحر الأحمر، وتتواجد صخور متكون الوجيد على هيئة كتل ضخمة في جبل يسمى ماكان وتميل بزاوية (50) درجة نحو الغرب فوق صخور القاعدة المتأثرة بقواطع الجابرو، هذه القواطع امتدت تحت الصخور الرملية نحو الشرق، مما يدل على أن هذه الكتل الضخمة من الصخور الرملية تدحرجت من الجانب الأفريقي في منطقة المنخفض الغوري قبل حدوث عمليات انفتاح البحر الأحمر. وأضاف تتواجد صخور مجموعة جيزان الرسوبية البركانية كحزام من الصخور البركانية، تمتد من الحدود اليمنية حتى (700) كم في اتجاه الشمال، وهي عبارة عن معقد رسوبي – بركاني من عصر الميوسين، وتنكشف صخورها على طول السهل الساحلي للبحر الأحمر من الحدود اليمنية حتى جنوب جدة، وهذه المجموعة تتكون من خمسة متكونات متماثلة من حيث السحنة الجيولوجية، أقدمها عبارة عن حجر رملي لمتكون عيانة، وأحدثها متكون داماد وهي عبارة عن تدفقات من الحمم البركانية المافية والفلسية، كما يوجد تداخل لصخور الجابرو بهذه المجموعة التي تسمى بمعقدات عسير. وزاد «توجد في المنطقة الواقعة جنوب محافظة الدرب أربعة حقول بركانية صغيرة من حقول اللابا ومخاريط الأسكوريا تنتمي إلى العصر الثلاثي، وهي مرتفعة فوق السهل الساحلي للبحر الأحمر، وقد تعرضت معظم هذه المخاريط لعمليات التعرية، ولذلك فهي متآكلة وتظهر بها مجاري مياه الأمطار، ولا يوجد بها أي براكين تاريخية وبالتالي فهي غير نشطة، أما رواسب العصر الرباعي في السهل الساحلي بجازان، فتتميز بوجود مساحات كبيرة من الرسوبيات المفككة، مصدرها الرياح الرملية التي تأتي من صحراء الربع الخالي، وهي غنية بالتربة الخصبة والتي تمثل الآن الحقول والمزارع وأصبحت ذو كثافة سكانية كبيرة».