صعد سعر خام برنت أمس صوب 107 دولارات للبرميل بعد أن وافقت الولايات المتحدة على ضربات جوية شمال العراق، وهو ما يزيد من المخاوف على أمن إمدادات النفط من ثاني أكبر منتج للخام في "أوبك". ووفقاً لـ "رويترز"، فقد ارتفع سعر مزيج برنت 88 سنتا إلى 106.32 دولار للبرميل بحلول الساعة 0900 بتوقيت جرينتش بعد صعوده إلى 106.85 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة. وزاد سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة 72 سنتا إلى 98.06 دولار للبرميل بعد ارتفاعه إلى 98.45 دولار، واتسع الفارق أمس بين أسعار الخامين القياسيين إلى 8.57 دولار للبرميل مسجلا أعلى مستوى له في أكثر من ستة أسابيع. وأعطى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الإذن باستخدام محدود للقوة الجوية الأمريكية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يتقدمون في إقليم كردستان العراق شبه المستقل، لكنه ليس لديه نية للانجرار إلى حرب هناك. وتضرر القطاع جراء ذلك، حيث تراجعت أسهم عدد من شركات الطاقة العاملة في إقليم كردستان العراق تراجعا حادا أمس لليوم الثاني على التوالي مع تصاعد المخاوف من الصراع في المنطقة. وهبط سهم شركة أفرين لإنتاج النفط المدرجة في بورصة لندن 4.6 في المائة بعد أن قالت الشركة إنها علقت الإنتاج في حقل بردرش النفطي في كردستان عقب تقدم المسلحين واقترابهم من الإقليم. ونزلت أسهم شركتي جلف كيستون بتروليوم وجينل إنرجي اللتين تعملان أيضا في الإقليم بنسبة 2.6 و4 في المائة على الترتيب بينما انخفض مؤشر ستوكس يوروب 600 لأسهم شركات النفط والغاز 0.7 في المائة. وأشارت مصادر إلى أن خط أنابيب النفط التابع لحكومة إقليم كردستان العراق يعمل بصورة طبيعية ويضخ حاليا 120 ألف برميل يوميا من الخام رغم تقدم مقاتلي التنظيم في شمال العراق. وقال مصدر في قطاع النفط "إن تدفق الخام لم يتوقف ويضخ خط الأنابيب نحو 120 ألف برميل يوميا، وإن بعض الحقول مثل طق طق تنتج بأقصى طاقتها بالفعل". لكن شركة جينل إنرجي لإنتاج النفط ذكرت في بيان أمس أنها بدأت في إجلاء عامليها غير الأساسيين من مواقعها غير المنتجة للخام في إقليم كردستان العراق، لكن حقليها طق طق وطاوكي مستمران في الإنتاج. وأشار بيان الشركة إلى أنها اتخذت خطوة احترازية بسحب موظفيها غير الأساسيين من أصولها غير المنتجة للنفط في الإقليم، مضيفة أن إجمالي إنتاج حقلي طق طق وطاوكي بلغ 230 ألف برميل نفط يوميا في المتوسط هذا الأسبوع. من جهة أخرى، خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام 2014 للشهر الثاني على التوالي بعدما تمكنت من زيادة إنتاجها في الشهر المنصرم رغم الاضطرابات في العراق وليبيا، وهو ما يشير إلى زيادة الإمدادات العالمية. وقلصت المنظمة في تقرير شهري صدر أمس توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام إلى 1.10 مليون برميل يوميا بانخفاض 30 ألف برميل يوميا. وهذه هي المرة الثانية التي تخفض فيها "أوبك" توقعاتها، وكانت قد خفضت أيضا توقعاتها للطلب العالمي على نفطها الخام في 2014 إلى 29.61 مليون برميل يوميا بما يقل 70 ألف برميل يوميا عن التقديرات السابقة، وعزت ذلك إلى انخفاض توقعات الطلب وزيادة توقعات الإمداد من خارج المنظمة. وأظهر التقرير أيضا ارتفاع إنتاج "أوبك" من الخام في تموز (يوليو)، ونقل التقرير عن مصادر ثانوية قولها "إن الإنتاج زاد بواقع 170 ألف برميل يوميا إلى 29.91 مليون برميل يوميا مدعوما في الأساس بارتفاع إمدادات ليبيا والسعودية".