×
محافظة مكة المكرمة

قمة سعودية ــ مصرية تناقش أحداث الساحة وإيقاف العدوان الإسرائيلي على فلسطين

صورة الخبر

كلما أخفق المنتخب في امتحان وسقط في نزال سمعنا من يقول بأن (الملايين) التي باتت تدفع للاعبين بـ (الهبل).. هي التي أعادتنا للوراء كثيراً.. ولكي نقف على حقيقة تراجع الكرة السعودية تعالوا نسأل (فيفا) أين أصبحنا في سلم الترتيب؟ القائمة تقول: إننا في المرتبة 90 بعد أن كنا 42 في نوفمبر 1998م.. سقوط مدوٍ بمعدل 48 درجة خلال 16 عاماً فقط!.. وإذا كنا سنصدق ما يقال عن التأثير السلبي للمال والدلال، الذي سينهال على اللاعبين عند أدائهم في المنتخب لانعدام الحافز بعد تأمين المستقبل؛ فإننا بذلك سنكشف عن نظرية جديدة في الحاجات الإنسانية تتعارض مع ما جاء به (ماسلو) في هرمه (الشهير) الذي رتب فيه الحاجات الإنسانية، ونجعل للحاجات الدنيا مرتبة عليا، تلغي كل طموح لـ (إثبات الذات).. تلك الحاجة العليا التي يبحث عنها الفرد بعد أن يحقق إشباعاً كافياً لحاجاته (الفسيولوجية)، من مأكل وملبس ومسكن.. وفيما يخص حاجات اللاعبين أضف عليها (سيارة فاخرة، ورصيد وافر).. فهل يا ترى تقف حاجات اللاعب السعودي عند قاعدة هرم ماسلو؟.. هل تراه اكتفى بإشباع حاجاته الفسيولوجية ولم تعد مسألة تحقيق الذات من خلال الإنجاز على المستوى العالمي حاجة عليا لديه؛ تدفعه للاهتمام وبذل جهد أكبر لتطوير إمكاناته وتقديم أفضل ما لديه في المنتخب؟ وإذا افترضنا أن هناك انخفاضاً جلياً في درجة طموح اللاعب في إثبات الذات على مستوى تحقيق إنجاز متميز في اللعبة؛ فإن السبب يرجح أن يكون في وضعه المعيشي وثقافته التي تشكلت على أساس تعليمي بسيط.. وهذا ما عليه غالبية اللاعبين الذين باتوا يتركون مقاعد الدراسة، من أجل التفرغ للكرة التي تصل بهم إلى الثراء سريعاً. إن هذا المستوى المنخفض من الكفاءة الفكرية ـ بلا شك ـ سيسهم في تعطيل تلك القدرات التي يحتاجها اللاعب للارتقاء بطموحاته بالشكل الذي يدفع به إلى المثابرة والاهتمام.. وأحسب أن الحل لهذا الجانب بالذات يقوم على مستويين: الأول عام ، ويحتاج إلى استراتيجية تربوية تعليمية على مستوى الدولة، والآخر: خاص، ينطوي على ضرورة مراعاة القدرات الفكرية والاستعدادات النفسية عند اختيار اللاعبين ودعمها، من خلال المحاضرات في النادي والمنتخب.. وربما تبدو فكرة الأكاديميات التي بدأت تنشئوها الأندية هي الحل المنتظر لتطوير كرة القدم السعودية. وقبل أن نحكم على مدى تأثيرها الإيجابي لا بد أن نتعرف على طريقة استقطاب المواهب فيها وما يدور داخل أروقتها، ونوعية العاملين فيها، والبرامج المنفذة، ومدى التنسيق بينها وبين المؤسسات الحكومية والأهلية ذات الشأن.. انتهت المساحة وها أنا أخرج بأسئلة كثيرة لذلك السؤال الكبير الذي بدأته منذ استأنفت الكتابة (كيف سنعود)؟.. هنا سأحاول البحث عن إجابة .. إلى اللقاء.