×
محافظة عسير

تغيير الإجازة يصيب سوق الطيور بالكساد

صورة الخبر

بين صوت عبدالمطلب وهو يغني “حبيبي ساكن في الحسين”، وبين صوت شاب “يغني” “..!..” “بحبك يا حمار” و”المهم إنك ما تخافش من العفريت .. عو، عو، عوّ”، بين ذلك الصوت، وبين أصوات النشاز الحالية ذات التعابير السطحية غير المستساغة، تمتد فترة زمنية وثقافية وسياسية طويلة تغيّرت فيها الأحوال والأجيال في الوطن العربي كله، وبين صوت محرم فؤاد، وفايزة أحمد، وشادية، وليلى مراد، وعبدالحليم حافظ، ووديع الصافي، وهم يرفعون أرواحنا حتى النجوم، وبين شاب يرتدي الجينز المشدود على وسطه كأنه لا يتنفس و”يغني” “..!.. “حباً في اللوز والمانجا وقصب السكر ومشي الدلع، تمتد أيضاً سنوات وسنوات من الزمن الثقافي والسياسي والتربوي والاجتماعي بحيث إن هذه الفترة الفاصلة بين “أولئك” و”هؤلاء” تبدو وكأنها أخدود من الوقت، وبين صوت عفاف راضي في الثمانينات من القرن الماضي وبين صوت “رقيع” مركب بأكثر من آلة تجميلية، هناك وقت ليس طويلاً بالمعنى الزمني الفكري، ولكنه قصير جداً بالمعنى التذوقي الجمالي، لقد كان صوت فيروز وحتى الآن صوت العافية وساقية الماء وغمامة المطر، بين صوت ناظم الغزالي وصوت صباح فخري وصوت أم كلثوم وفيروز وسيد مكاوي وبين أصوات يومية طفيلية رغوية “طَفَوية” تطفو على السطح كالموجة الزبدية العابرة، ثمة مسافة من الزمن الذي لعبت فيه الثقافة والسياسة والتربية أيما لعب، المغني يلعب، والسياسي يلعب، والمثقف يلعب في هذا الزمن الذي تنقلب فيه الحقائق والمعايير، ويتم فيه السطو على ذوق الإنسان ومصادرته تحت دعاوى العصر والمعاصرة، من لا ماضي له لا حاضر له، وليت “العواء” الذي يجتاح الحاضر يتوقف عند الغناء العربي الرغوي فقط، فالعالم العربي مملوء أيضاً بالذئاب التي لا تعوي فقط، بل تفترس الإنسان من قلبه. ramadanalanezi@hotmail.com ramadanjready @