وصلتني رسالة مما ينتشر على الواتس أب، بها طلب مساعدة لفقير عاجز، يسكن بيتاً متواضعاً، لكي يُسدَّد عنه فاتورة الكهرباء لبيته المتراكمة أشهراً عدة بمبلغ 461 ريالاً!! ومرفق صورة الفاتورة، وعليها الختم الأحمر تم فصل التيار لعدم السداد. هنا تأملت حال شركة الكهرباء معه والأخبار التي تواترت بها الصحف قبل أسبوعين تقريباً بإعلان الشركة السعودية للكهرباء أن مبلغ 2700 مليون ريال هي مديونيات متراكمة لكبار الشخصيات منذ أكثر من 30 سنة!! نأمل أن كل مواطن يتأخر أو يغفل عن التسديد في الوقت الزمني المحدد من الشركة يتعرض لفصل الكهرباء!! ليت كبار الشخصيات يدركون ويعلمون أن عدم تسديدهم لفواتير بيوتهم هو ضغط مؤكد، ومبرر من الشركة على بيوت الفقراء بالتسديد أو فصل الخدمة! وكأن الشركة تعوض ذلك العجز بفواتير البسطاء! وهي مفارقة غير عادلة، وتهدر دعم الدولة لها في ترك تلك الفواتير ألاّ تسدد. والعتب الآخر أن كبار الشخصيات يملكون من الأموال ما لا يُعجزهم فواتير الكهرباء!! ومن المضحك المبكي أن كبار الشخصيات إذا تبرع أحدهم بمولد كهربائي لهجرة لم يصلها الكهرباء قرأت خبر التبرع في كل الصحف، وقبل أن يشتغل ذلك المولّد الكهربائي الذي لا يتجاوز قيمته خمسين ألف ريال!! ومما فات الشركة أنها لم تسرد أسماء هؤلاء الكبار! كما هو في سمة تكشف حال المديونين من البسطاء حتى لا تقرضهم البنوك وتمولهم بالتقسيط! فأين العذر لكبار الشخصيات!! وهم القدوة في التقيّد بأنظمة الدولة وشركاتها الخدمية؟ خطوة الشركة في الإفصاح عن هذه المديونية في الطريق الصحيح والعادل، وهي تنبيه لمن غفل منهم بأن يسدد. والغريب أن الشركة وضحت أن المديونية منذ ثلاثين سنة تتراكم، وأن ذلك قبل اعتماد هيكلة الشركة السعودية للكهرباء! بماذا تجيب الشخصيات الكبيرة عن معاجلة الشركة لقطع الكهرباء عن بيوت العاجزين فعلاً عن السداد، وفي حمأة القيظ ولهيب الحر.. والعيد على الأبواب؟