×
محافظة المنطقة الشرقية

القحطاني: خطة لإنشاء فروع جديدة لـ «حقوق الإنسان»

صورة الخبر

المقدمة: حكومة مصر الحالية انقلابية مدعومة من الصهيونية. السعودية والإمارات تدعمان هذه الحكومة. النتيجة: السعودية والإمارات صهيونية. من خلال هذه التركيبة المتناقضة منطقياً تعرضت السعودية تحديداً إلى حملة عدائية، بدءاً من أقرب النقاط إليها باعتبار أن دورها أسهم، جذرياً، في التغير الذي طاول مصر وأبعد جماعة الإخوان المسلمين من منصة الحكم التي لامسوها بعد أكثر من 80 سنة من الانتظار والسعي، ثم تبخرت خلال عام واحد، مسقطةً معها كل أحلام الإسلام السياسي في الحكم في دول «الربيع العربي» وأجنته المنتظرة. فعلاً أنقذ الدور السعودي الثورة المصرية التصحيحية وكسر الطوق الخانق حولها، بمســاندة الإمارات والبـــحرين والأردن والكويت، ودعم صامت من المغرب العربي، ما منحها القوة الدافعة لتمضي خطواتها وتؤسس لمســـتقبل آخذ في التـــشكل الإيجابي والمطمئن. من هنا فإن من حق «الإخوان» النـــقمة على السعودية والإمارات، مع غض النظر عن الكويت، لأنها لم تواجه الجماعة مباشرة، لأن ظهورهما بدل المعادلة تبديلاً أعاد الجماعة للظل والهامشية بصورة لم تنجح معها جهود المساندين والمحتضنين في إعادتها إلى صدارة المشهد مرة أخرى، سواء داخل مصر أم خارجها. في البدء كان الهجوم منصباً على الفريق عبدالفتاح السيسي وحين كسب ثقة الشعب الذي انتخبه رئيساً تمددت الهجمة علانية إلى السعودية والإمارات عبر قنوات ووسائل إعلام دول راهنت، ولا تزال، على الجماعة انتقاماً من خسارتها المعركة وحاولت تشويه صورة هذه البلدان بكل شكل ممكن، من دون أي اعتبارات موضوعية، أما الأخلاقية فلا رجاء في وجودها. الواقع أن الخصوم استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي ببراعة وكثافة وطاقة متجددة ولم ينقطعوا، يوماً، عن محاولات التأليب والتحريض بما في ذلك السعي إلى إثارة الشعوب وموالاة الجماعات الإرهابية، أملاً في إحداث انقلابات داخلية تدمر هذا التحالف الذي رسم صورة تحمي العالم العربي من التفكك، وتعيد تشكيل قوته عبر العمل الحاسم من دون تردد أو تأخير. جاء العدوان الصهيوني على غزة ليفضح كل النوايا ويسقط كل الأقنعة، وبدلاً من العمل على حماية الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه والتضافر على جعلها واقعاً يقضي على الحصار ويفتح أبواب المستقبل جرى العمل على استثماره سياسياً وإعادة صياغة القوى في المنطقة. كانت المقاومة الميدانية صورة مشرفة تفاعل معها العالم وأوحت أنها الطريق لإجبار إسرائيل على الرضوخ للمطالب المشروعة، إلا أن الهوج السياسي أحرق كل منجزاتها؛ لأن هدف اللعبة هو الكسب السياسي باعتبار «حماس» آخر مراكز القوة للجماعة. شعرت الجماعة أنها فرصة نادرة للنيل من التحالف الذي أسقطها، لذلك جاء الهجوم على المبادرة المصرية غير منطقي؛ لأنه نابع من الكراهية المحضة للرئيس السيسي ومحاولة لتهميش مصر، نتيجة الشعور أن الكفة قد مالت وتغيرت، وحرصاً على تجريد القاهرة من دورها القومي عبر بناء مبادرات بديلة لم يقبلها أحد بما في ذلك اجتماع باريس الفاشل. الدعم السعودي الثابت جرى تصنيفه أنه لذر الرماد في العيون. الفرق الإسعافية الإماراتية في غزة صنفت أنها فرق تجسسية لمصلحة إسرائيل، أما جهود الرئيس الفلسطيني الذي حاول إنقاذ شعبه فلقد كان حظها أنها محاولة استلاب أمجاد المقاومة، بينما كان خالد مشعل في عزلة مطبقة عن الجميع باستثناء دائرة ضيقة. منجزات المقاومة الميدانية فقدت ورقتها الرابحة نتيجة البطء وانغلاق قادة «حماس» الذين استشعروا، متأخرين، أن طريقهم خاطئ، وأن حلفاءهم في «المقاومة والممانعة» لا يتجاوز دورهم العبارات النارية، فلجأوا إلى مصر مرة أخرى وقبلوا الذهاب إليها بعد أن فترت همة أميركا واستفاقت إسرائيل من الصدمة فلا يعرف أحد ماذا سيحدث بينما تستمر إسرائيل في جرائمها بوحشية متزايدة، شاكرة المدى الزمني الطويل الذي أتاح لها ما لم تكن تحلم به. لا يضير السعودية والإمارات ومصر توجيه الاتهامات المسيئة؛ لأن التاريخ لا يحتمل الزيف، لكن الأسى هو هذا التمزق العربي والاستهانة بــأرواح النــاس من أجل غاية سياسية وتنفيساً لحقد كامن ثبت أنه لن يحصد نصراً.