×
محافظة المنطقة الشرقية

وفرنا 4500 وظيفة للشباب .. وجوائز للخريجين المتميزين

صورة الخبر

متابعات محمد العشرى(ضوء):في الوقت الذي أكّد مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية احترامه لكلّ ما أثير حول قضية الشقيقين «ماجد ورنا»، بما في ذلك الحملة الإعلامية والتطوّعية التي سعت إلى دعم المريضين عبر وسائل مختلفة.. ؛ و ووفقا لصحيفة الشرق قال الدكتور صالح الصالحي إن ضميره ـ بصفته مسؤولاً ومواطناً ـ مرتاح تماماً لكلّ إجراء اتخذته إدارته وأجهزتها إزاء الشقيقين. وربط الصالحي اطمئنانه بقناعته بأن وزارة الصحة، ممثلة في الشؤون الصحية، بذلت كلّ ما وفي وسعها نحو توفير برنامج علاجي للشقيقين. وسرد الدكتور الصالحي تفاصيل القصة، منذ تعامل الشؤون الصحية مع حالتيهما، حتى وفاة «ماجد» الأسبوع الماضي، عارضاً قائمة من الوثائق الرسمية التي استند إليها جهازه الطبي والإداري في برنامج العلاج، بما في ذلك وثيقة الأمر السامي ومكاتبات وزارة الصحة مع وزارة الدفاع والملحقية الصحية في الولايات المتحدة، وغيرها من المكاتبات الرسمية الدائرة حول الموضوع. اللقاء كان خاصاً بـ «الشرق» وحضره رئيس الفريق الطبي المعالج الدكتور أحمد الغامدي ورئيس الهيئة الطبية العامة في المنطقة الدكتور محمد الحارثي ومدير إدارة حقوق وعلاقات المرضى أحمد الحجي ومدير العلاقات العامة خالد العصيمي. لسنا خصماً وفي اللقاء؛ سألت الصحيفة عن موقف المديرية مما صرحت به أسرة الشقيقين حول عزمها على مقاضاة وزارة الصحة بدعوى التقصير والتسبب بوفاة ابنها «ماجد».. فقال الصالحي «من الناحية المبدئية نحن نحترم ما تُقرّره أسرة الشاب «ماجد»، ونتفهم إحساسها وألمها بفقد ابنها وندعو له بالرحمة والمغفرة»، مضيفاً «لكننا لسنا خصماً للأسرة الكريمة حتى نسجّل موقفاً مقابلاً. نحن جهاز مُلزَم بتقديم الرعاية الصحية للمواطنين، وقد مارسنا هذا الدور إزاء حالتي الشقيقين «ماجد» و»رنا»، وفقاً لمسؤوليتنا. وسوف نستمرّ في ممارسة هذا الدور مع كل المعنيين بالخدمات الصحية ضمن حدودنا الإدارية الواضحة». واستدرك «من الناحية القانونية لدى المديرية كافة الأدلّة والبراهين المرصودة في عشرات المراسلات الداخلية والخارجية والسجلات والوقائع التي توثّق كلّ الجهود المبذولة لخدمة الشقيقين.. ومع ذلك؛ أؤكد أننا لسنا خصماً لأحد». كليفلاند أم نيويورك؟ المريضة «رنا» لديها مطالبة بأن يكون علاجها في مستشفى كليفلاند، حسبما نصّ عليه الأمر السامي.. ولذلك سألنا: لماذا اختارت المديرية مستشفى آخر في نيويورك..؟ ألا يُعتبر ذلك مخالفة للأمر السامي..؟ فكانت الإجابة هي قول الصالحي «هناك لبسٌ في هذا الموضوع الذي تناولته وسائط إعلام وتواصل اجتماعي بشكل غير دقيق. فالأمر السامي نص على علاج الشقيقين في الولايات المتحدة ومعهما مرافق على نفقة الدولة. ولم يحدد الأمر السامي أية جهة طبية بعينها». وقبل أن يُكمل الصالحي حديثه عرض على الصحيفة نسخة من الأمر السامي الذي لم يُحدّد أيّة جهة فعلاً. وأضاف الصالحي «منذ أن تلقينا الأمر السامي الصادر بتاريخ 22/12/1433هـ بدأنا الإجراءات ومخاطبة الملحق الصحي السعودي في الولايات المتحدة في نفس اليوم، لتحديد موعد بشكل عاجل. وتلقّينا ردّاً بتحديد الموعد من الملحق بتاريخ 15/1/1434هـ». وخلص التنسيق إلى اختيار مستشفى في نيويورك ليتولّى الحالتين كمرحلة من مراحل برنامج العلاج». أضاف «مع ذلك؛ برزت مشكلة الإخلاء الطبي نظراً لأن حالة ماجد كانت معقّدة وتتطلّب وضعاً خاصاً». وفيما كان الدكتور الصالحي يتحدّث؛ عرض الدكتور محمد الحارثي نسخة من خطاب الملحق الصحي في الولايات المتحدة، وقرأت «الشرق» في الخطاب أن المستشفى مصنّف بين أفضل 100 مستشفى أمريكي بحسب التصنيف السنوي للمؤسسة الصحية الأمريكية. واستأنف الصالحي «نقل «رنا» للعلاج في نيويورك ليس نهاية المطاف؛ فإذا ما وصلت هناك وجرت معاينتها وفحصها ولم ترغب في إكمال العلاج لديهم أو قرر الأطباء المشرفون أن نقلها إلى كليفلاند أفضل لها فإن الشؤون الصحية لن تترد في ترتيب إجراءات نقلها إليه، وهذا أمر أضمنه شخصياً وتضمنه حقوق المريض». وزارة تعجز عن إخلاء؟ قلنا للدكتور الصالحي إن قصة الإخلاء الطبي ـ في ذاتها ـ أثارت استياءً عاماً لدى متابعي القضية.. إذ كيف لا تستطيع وزارة لديها إمكانيات مادية هائلة أن تنقل مواطنين اثنين بإخلاء طبي رغم وجود أمر سامٍ..؟ فأجاب «المشكلة ليست في إمكانيات الوزارة وحدها، بل في حالة «ماجد» ذاتها. في البداية واجهنا مشكلة عدم إمكانية إخلائه عبر الوزارة بسبب الوزن والحجم. ثم كاتبت وزارة الصحة وزارة الدفاع طلباً لتأمين طائرة إخلاء لديها، فأفادونا بوجود عوائق فنية تخصّ التحليق في الأجواء الأوروبية». ثم عرض الصالحي نسخة من خطاب وزارة الدفاع وهو مؤرخ في 24/3/1434هـ، واطلعت الصحيفة على أربع نقاط فيه تتحدّث عن «مشكلة التحليق في الأجواء الأوروبية فعلاً». عندها عطفنا الموضوع إلى الدور الذي بذله متطوعون في حملة دعم «ماجد ورنا»، فقد وجدوا شركة خاصة يمكنها إخلاء «ماجد» بتكلفة عالية.. وسألنا الفريق: لماذا لم تستعن المديرية بخدمات هذه الشركة..؟ وهنا؛ التقط رئيس الفريق العلاجي الدكتور أحمد الغامدي الحديث قائلاً «خاطبنا مسؤولي الشركة رسمياً، فطلبوا تقريراً طبياً للحالة، ثم ردّوا علينا بعدم إمكانية توفير خدمة الإخلاء نظراً لوجود خطورة عالية على حالة «ماجد» نفسه». جلطة رئوية إشارة الدكتور الغامدي إلى «الخطورة العالية» دعتنا إلى السؤال: ما هي هذه الخطورة..؟ وماذا يمكن أن يحدث لو أُخلي ماجد..؟ فأجاب «ماجد كان يعاني ـ أصلاً ـ مشكلة في الجهاز التنفسي، وهو يعيش على جهاز أوكسجين أغلب الوقت، المشكلة هي أكسدة الأوكسجين، وكانت أعراضها واضحة في أطراف أصابعه التي كان لونها أزرق. هذه المشكلة يمكن التحكم فيها على الأرض، أما في الارتفاعات ـ كما في حالة الطيران ـ فإن الأمر يشكّل خطراً على حياته. قد يتعقد الأمر فيحدث له تجلد رئوي». وأضاف الصالحي «كما أن تقرير الفريق الطبي الاستشاري الأمريكي الذي استقدم لفحص المريضين أقر بعدم إمكانية نقل ماجد لأمريكا ما لم تتحسن صحته بشكل عام». ومشكلة إخلاء ماجد الفنية/ الصحية؛ جرّت مشكلة أخرى؛ هي رفض شقيقته «رنا» السفر من دونه، على الرغم من أن حالتها قابلة للسفر وإخضاعها لبرنامج العلاج. هذا ما قاله الفريق. وأضاف الصالحي «الأخت رنا لا تحتاج إخلاءً»، في حين أضاف مدير الهيئة الطبية الدكتور محمد الحارثي أن «المديرية أنهت إجراءات سفرها بمرافق من أهلها وممرضة مرافقة». مشكلة الرفض إذن؛ لماذا رفضت «رنا» السفر من دون شقيقها..؟ هذا هو سؤالنا.. مشكلة الرفض هي التي ركّز عليها الفريق ـ في اللقاء ـ بوصفها الأساس الذي أعاق برنامج علاج الشقيقين منذ البداية. «السمنة لدى الشقيقين مُفرطة جداً، خاصة عند ماجد. والتعامل معها يتطلّب برنامجاً متكاملاً، ويمكن تنفيذ البرنامج في مراكز السمنة في المملكة». قال الصالحي «منذ البداية خاطبت المديرية مركز السمنة في مستشفى الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني في الأحساء، وحصلنا على فرصة علاجية يمكن الابتداء بها. وجلستُ مع ماجد، وشرحتُ له التفاصيل، وأبدى موافقته. ولكنه وشقيقته بدّلا رأيهما». كان ذلك في شهر ذي القعدة 1432. وأضاف «لم نكتفِ بهذا الخيار، بل أجرينا سلسلة اتصالات مع مراكز طبية لعلاج السمنة في المملكة بحثاً عن خيارات، وجاءت الردود متفاوتة، بين «عدم قبول الحالة» أو قبولها شريطة تخفيض وزن الشقيقين إلى ما بين 200 و250 كيلوجراماً. إلا أن المأزق هو رفض الشقيقين العلاج في المملكة، وكذلك ضعف التجاوب مع برنامج تخفيض الوزن التدريجي أثناء تنويمهما في البرج الطبي». وعلى ذلك يؤكد الصالحي «ليس لدينا سلطة نُجبر بها مريضاً على قبول علاج بعينه، نحن نؤمّن العلاج ونقدّم الخيارات ونوضّح المناسب، ونلتزم بالمعايير العلمية والإدارية». ويلتقط رئيس الفريق العلاجي الدكتور الغامدي الحديث متحدّثاً عن مشكلة استمرّت طيلة إقامة «ماجد» في البرج الطبي.. تتركز المشكلة في النظام الغذائي «دخل ماجد البرج ووزنه 380 كيلوجراماً، ولم نستطع إنقاص إلا 20 كيلوجراماً من وزنه.. لماذا؟ لأن النظام الغذائي المحدّد له لم يتمّ الالتزام به. وواجهنا حرجاً في إدخال أطعمة غير مناسبة له بطرق ملتوية». وهنا تدخل الصالحي «لدينا نظام أمني يمنع دخول الأطعمة إلى أقسام التنويم، لكننا لا نستطيع منع امرأة تخبّئُ طعاماً تحت عباءتها.. هناك مرضى آخرون يقدّمون أطعمة». وعاد الغامدي لالتقاط الحديث قائلاً «شخصية ماجد ـ رحمه الله ـ محبوبة بين المرضى، لذلك يجتمعون عنده، ويُحضرون الأطعمة.. ومهما تدخلنا فإن سلطتنا تبقى ضعيفة أمام عدم استجابة المريض». نُحسن الظن وفي النهاية لخّص الدكتور الصالحي القصة بأن جهازه الطبي والإداري واجه ضغوطاً من اتجاهات متعددة، واجه ضغوطاً ممن اتهموا الشؤون الصحية بالتقصير، كما واجهَ ضغوطاً في التعامل مع الحالتين، مشيراً إلى أن «حقوق المريض» فرضت على الجهاز الطبي والإداري الالتزام بإرادة المريض وذويه. وكان يُمكن تحقيق تقدم علاجي لو كان هناك استجابة لما أملته الضرورة العلاجية المتمثلة في النصائح الطبية والحمية الغذائية. ومع ذلك يستدرك الصالحي «نُحسن الظنّ في الجميع، ونرى أنه حتى الذين اتهمونا بالتقصير كانوا يحملون نيات طيبة نحو دعم حالة ماجد -رحمه الله- ورنا. وما نؤكده؛ هو التزامنا بواجبنا المهني والأخلاقي تجاه المستفيدين بالخدمات الطبية في المنطقة الشرقية على النحو الذي تمليه علينا مسؤوليتنا. معاناة http://www.youtube.com/watch?v=ylIncHDhaHk