×
محافظة جازان

وفاة شخص وإصابة 4 في "ضلع"

صورة الخبر

كانت تحذيراتي من الإرهاب مبكرة جداً. وكان أول تحذير أطلقته عن الإرهاب عام 1990م. وفي عام 1994م سجلت ذلك شعراً في مقطع من قصيدتي «شهادة الأرض» متنبئاً بموجة من التفجيرات الإرهابية يقابلها قصف الدول الذي لا يفرق بين المذنب والبريء: لم نعد نحكي عن العنقاء والغول المخيف غولنا الإرهاب والقصف العنيف توأمان ..خُلِقا من رحم ظلمٍ وظلام يقتل الإرهاب قوماً أبرياء ويبرر يحرق القصفُ جموعا أبرياء ونبرر نعضد الشوك وتزداد الجذور وننمي أذرع القصف الجسور أذرع القصف طويلة أذرع القصف مهولة كل ماألفَت على الأرض تزيله ولهذا لم تفاجئني أي من الأحداث الإرهابية، لدرجة أنني حذرت قبيل 11 سبتمبر من قيام الإرهاب بتفجير طائرات وقتل الآلاف من الأبرياء وقلت من جراء ذلك سيتعرض الإسلام لتشويه لم يتعرض له من قبل وسيقتل آلاف المسلمين وستحتل دول عربية وستكون العراق أولها. لم يكن ذلك تنبؤاً، بل استقراء مبني على دراية بطبيعة الإرهاب. وحذرت من وصول الإرهاب إلينا في منتديات كانت تعتبر مرتعاً لهم. تعرضت حينها أنا وأسرتي لتشويه كبيرين ليس من الإرهابيين ولكن من مئات الآلاف من المتعاطفين معهم المنتشرين في كل مدينة وقرية «حيث كان يسميهم المشايخ شباب الجهاد وكنت أسميهم الخوارج» مما حدا ببعض الأقرباء للاتصال عليّ والضغط للتوقف عن الكتابة عنهم. لم يصدق الناس حتى بدأت سلسلة تفجيرات الرياض. وبرغم ذلك لايزال الإرهاب يجد له مناصرين وأتباعاً ومتعاطفين. تحدثنا كثيراً عن ضرورة أن تكون الحرب ضد الإرهاب واضحة المعالم وأن لا تعتمد على الشق الأمني. وتحدثنا عن تجفيف روافده ليس المالية فقط بل الفكرية. وبرغم أن الشق الأمني والمالي نجحا إلا أن الشق الفكري فشل فشلاً ذريعاً لأن برنامج المناصحة علاجي وليس وقائياً. فإرهاب المتطرفين لايزال قادراً على تجنيد أبنائنا وإرسالهم إلى العراق وسوريا وباكستان وأفغانستان. الحقيقة أن كثيرا من البرامج في كثير من القنوات الإسلامية وكثير من خطب المشايخ وضلالهم المنشور في وسائل الاتصال الاجتماعي لا يمكن إلا أن تؤدي إلى تربية المزيد من الإرهابيين. هل يوجد إرهابيون من أبنائنا في لبنان وسوريا وسيناء واليمن وأفغانستان والعراق؟ الجواب للأسف نعم للأسف اختلافهم الوحيد مع أرباب الإرهاب الإسلامي أنهم هم أدوات القتل والتفجير: جعلوا الدين طوائف تدعي الحق ولا حق سواه تقتل الناس بتفويض الإله إن أول خطوات العلاج هي في التشخيص والاعتراف بوجود المرض. مرض الإرهاب مزمن وما نرى من تفجير وقتل، ليس إلا شوك الشجرة التي بين ظهرانينا.