بالعودة للوراء قليلاً وبالاطلاع على بعض التقارير الإحصائية التي تخص الموسم الماضي, سيصاب القارئ بالإحباط إذا وصل إلى تقرير الحضور الجماهيري الذي يقول: "معدل الحضور الجماهيري لمباريات الموسم الماضي هو 4910 مشجع لكل مباراة، وهذا الرقم الضئيل جداً لا يمثل شيئاً يذكر مقارنة بسعة الملاعب السعودية, فعندما يقارن هذا الرقم بسعة استاد الملك فهد الدولي بالرياض فإن نسبة تغطية الجمهور للمدرجات فقط 7.12 بالمائة بينما ستبقى 93 بالمائة من المدرجات خالية، وهذا لا يليق بدوري قوي ينافس على أن يكون أقوى دوري عربي ومتابع على مستوى أكبر القارات. عندما نقارن أيضاً بين هذا الرقم وسعة استاد الأمير فيصل بن فهد فإن هذا الرقم يمثل 22 بالمائة من مدرجات الاستاد أي أنه لم يغط حتى ربع المدرجات, حتى أن هذا الرقم لا يغطي إلا 70 بالمائة من مدرجات استاد مدينة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرياضية بالمجمعة، ويمثل 61 بالمائة من مدرجات نادي الشعلة. وتواصل الأرقام حديثها قائلة: "نسبة الحضور الجماهيري الموسم الماضي 20 بالمائة فقط في إجمالي مباريات الموسم"، وهذا يعني أن العزوف الجماهيري الكبير عن المدرجات وصلت نسبته إلى 80 بالمائة، وهذا مؤشر خطير يحتاج إلى إعادة النظر من الاتحاد السعودي لكرة القدم أولاً ومن رابطة دوري المحترفين ثانياً. الأمر وصل إلى أبعد من ذلك فهل يعقل في "دوري محترفين" لا يتجاوز عدد الحضور في إحدى المباريات 42 مشجعاً فقط؟ هذا ماحدث في مباراة النهضة والفيصلي في الجولة 13 من الدوري العام الماضي, وفي الجولة الثامنة في مباراة النهضة والتعاون لم يحضر سوى 81 مشجعاً فقط, ومباراة النهضة والعروبة في الجولة 24 لم يحضرها إلا 82 مشجعاً فقط. مباراتان في الموسم فقط شهدت تغطية كامل الطاقة الاستيعابية للملعب وهي مباراتي نجران والهلال والذي وصلت فيها نسبة الحضور 110 بالمائة، ومباراة العروبة والهلال التي وصلت النسبة إلى 100 بالمائة أما باقي مباريات الموسم بقيت عاجزة عن الوصول للطاقة الاستعابية للملاعب على الرغم أن الأغلبية العظمى منها عدد المقاعد لا يتجاوز عشرة آلاف مقعد. هذه المعضلة الكبيرة التي تعاني منها الأندية بحاجة إلى إعادة النظر وبحث أسباب العزوف الجماهيري الكبير الذي تشهده الملاعب السعودية موسماً تلو موسم, وحتى لا تفقد الكرة السعودية متعتها لا بد أن تتكاتف الجهات المعنية لتحفيز وتشجيع وبحث سبل جلب المشجع للحضور إلى الملعب.