يبدو الحراك الاستثماري في أندية (دوري عبداللطيف جميل) هذا الموسم مختلفا، فالعديد من الأندية وقعت أو تتفاوض مع شركات راعية أو حتى معلنة قبل بدء الموسم الجديد، فيما تبذل الإدارات جهوداً مضنية من أجل توسيع قاعدة الاستثمار لديها، وبالتالي توفير مداخيل إضافية تخفف من الأعباء المالية الكبيرة على الإدارات، وبالتالي على الأفراد إن كانوا متواجدين رسمياً، أي على صعيد مجلس الإدارة، أو حتى أولئك الشرفيين، وعند الحديث عن الشرفيين، لابد من التأكيد على أن كبار الداعمين في مختلف الأندية لايزيدون عن فرد أو فردين. تنوعت الشركات والكيانات التجارية التي دخلت السوق الرياضي هذا الموسم، فهناك من ارتبط بشركات مختصة بالاتصالات وبالتأمين والعطورات والصناعة والمقاهي وأيضاً هناك من ارتبط بشركات المياه والمطاعم. يمكن تسمية هذه التحركات بالطفرة والقفزة غير المسبوقة على مستوى الاستثمار الرياضي، فعدد الشركات ونشاطاتها يختلف تماماً عما كان عليه الأمر في السابق، أصبح الوعي حاضراً لدى الشركات، إذ أدركت أن السوق الرياضي كبير، وفيه فرص تسويقية رائعة، فالجماهير مرتبطة بقوة فرقها، ويمكن الحصول على عملاء جدد من خلال دخول هذا السوق. الأمر الأهم تجاه كل مايحدث من حراك ونشاط على هذا الصعيد، هو تفاعل الجماهير مع الشراكات التي تبرمها أنديتها والعمل على إنجاحها، وسيكون مطلوباً من كل مشجع محاولة الارتباط والتعامل مع الشركة التي ترعى ناديه، ففي هذا تعزيز لولاء المشجع لناديه، وإنجاح للشراكة أو الإعلان الذي دفعت من أجله الشركة واستفادت منه خزانة النادي.. الدور الذي ستلعبه إدارات الأندية يجب أن يكون كبيراً أيضاً من خلال توعية المشجعين، وتحفيزهم للتعامل مع الشريك الاستراتيجي للنادي حتى يكون دافعاً لإطالة أمد العلاقة بين الشركة والنادي، أو حتى دفع الشركات المنافسة للدخول في السباق على رعاية هذا النادي، لابد من تعزيز هذه الثقافة، فإذا مانجحت الإدارات بتقوية هذا الجانب فهي موعودة بالمزيد من النجاحات التي تصنعها بوقفة ودعم الجماهير التي لابد أن تعرف أنها هي مفتاح النجاح والفشل في التجارب الاستثمارية لأنديتها.