×
محافظة الجوف

محافظ القريات يرعى انطلاق مهرجان صيف القريات

صورة الخبر

وكل عام وأنتم بخير جمال العيد، أن يأتي عليك وأنت بنعمة الله وفضله في صحة وعافية، وفي غنى وأمن، تحيط بك كل القلوب التي تحبها وتحبك، وترفرف عليك طمأنينة الامتنان أن وفقك الله فأديت فرضك، وأرضيت ربك. لكن ليس كل الناس كذلك، هناك محرومون كثر، محرومون من نعمة الإيمان والتوفيق إلى طاعة ربهم، أو محرومون من نعمة الصحة التي تعينهم على أداء الفريضة، أو محرومون من رؤية من يحبون ومشاركتهم لهم الصيام وإضاءة ليالي رمضان بجمال وجودهم معهم، أو محرومون من الأمن أو من الحرية أو غير ذلك من نعم الله الكثيرة على عباده، فيكون في مجيء العيد سببا في أن تجيش في صدورهم مشاعر البؤس والأسى بدلا من أن يمدهم بالبهجة والانشراح. من أشهر الذين جاء العيد ليسوؤهم بدلا من أن يبهجهم، المتنبي الذي أشرق عليه صباح العيد وهو ناء عمن يحب، فتحول عيده إلى تعاسة ونحيب تجسد في أبيات بائسة كئيبة، لكنها ظلت خالدة خلود الأعياد: عيد بأية حال عدت يا عيد،، بما مضى، أم بأمر فيك تجديد أمــا الأحبة فالبيداء دونهم،، فـليت دونـك بيدا دونــها بـيـد ومع ذلك فإن حال المتنبي قد يكون أقل جرحا وإيلاما من حال المعتمد بن عباد، أحد ملوك الأندلس في القرن الخامس الهجري الذي هزمه المرابطون واقتادوه وأسرته أسرى من إشبيلية إلى أغمات، إحدى قرى المغرب، حيث بقي فيها سجينا حتى توفي. كان المعتمد بن عباد شاعرا، له شعر جميل فهيج العيد انفعالاته حين رأى ما آل إليه حاله وحال بناته من هوان وذل وفقر بعد الذي كانوا فيه من السيادة والعزة والغنى والمجد، فكتب قصيدة من أجمل قصائده وأشهرها ينعى فيها حاله ويبكي زمانه الذي خذله، ومنها قوله: فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا وكان عيدك باللذات معمورا وكنت تحسب أن الفطــر مبتهــج فعـاد فطـرك لللأكباد تفطيرا تــرى بناتك في الأطمـار جائعة في لبسهن رأيت الفقر مسطورا مـعــاشهن بعيد الـعــز ممتهــن ،، يغــزلـن للناس لا يمـلكن قطميرا حفظ الله عليكم نعمه، ولا حرمكم مما تحبون، وأعاد عليكم العيد وأنتم في خير ومسرة.