المنتخب الألماني الذي حقق كأس العالم قبل أيام هو من نجح في قطف ثمار عمل فريق بايرن ميونيخ الذي كان نجومه يحتلون أغلب المراكز في قائمة "المانشافات". هذا الفريق نجح في جمع البطولات المحلية قبل القفز على لقب دوري الأبطال الأوروبي، هذه المرحلة جعلت من الكرة الألمانية الأفضل والأقوى والأكثر ترشيحاً لتحقيق لقب "المونديال" قبل البداية وحتى النهاية، وهو ما تحقق. بايرن ميونخ يكرر تجربة فريق برشلونة الإسباني الذي بات الفريق الأفضل مستويات ونتائج خلال العقد الأخير، هذا التفوق استفادت منه الكرة الإسبانية التي سيطرت على أوروبا في نسختي 2008 و2012 وكذلك تحقيق كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها. برشلونة في الموسم الماضي نجح في كونه أكثر فريق في العالم يضم لاعبين متدرجين من الفئات السنية، وفي إحدى الجولات الدورية كانت قائمة البرشا الأساسية تضم 9 لاعبين من خريجيّ مدرسته "اللاماسيا". هذا التوجه الذي استمر على مدى سنين أثمر عن تقليل مصاريف النادي، وميزانيته السنوية للتعاقدات، كما أنه ضمن وجود لاعبين لديهم إنتماء كبير للنادي يفوق أية مغريات أخرى، ويكفي التأمل في قائمة الفريق الحالية لتجد أن أهم نجومه هم من براعمه. هذه السياسة ربما أنها قدمت لكرة القدم العالمية الفريق الأفضل طوال تاريخ كرة القدم بأرقامه ومستوياته التي باتت المثال الأفضل لجميع الفرق الكروية في شتى أنحاء العالم حتى وإن تراجع مؤخراً. فتشوا سريعاً عن الأندية التي تضم في درجاتها السنية أجهزة تدريبية على قدر كبير من التأهيل والخبرات والتخصص فضلاً عن تواجد جهاز إداري مسؤول وكفء. لن أسرد حقيقة واقع أنديتنا التي لم تتخلص من سياسية تنفيع لاعبيها المعتزلين الذين يجدون في العمل في الفئات السنية فرصة للتكسب من دون حضور دورات أو السعي لتطوير قدراته بأي شكل كان بدلاً من القبول بتولي مسؤولية النشء حتى لا أكون بلا عمل ولو على حساب النادي ومستقبله. مقتنع تماماً أن الأندية عليها الاعتماد على أبنائها وشبابها شريطة أن يكونوا مؤهلين، ولديهم من الخبرات والدورات ما يسمح لهم بهذه المسؤولية الكبيرة. إدارات الأندية وبلا استثناء ستضطر اليوم أو غداً إلى العودة للاعتماد على مخرجاتها في الفئات السنية، ومضاعفة الاهتمام بهم بدلاً من رصد ميزانيات ضخمة لم تعد خزانات الأندية قادرة على توفيرها، وفي ظل حالة الضعف المالي الكبير الذي تشكو منه جميع الأندية بلا استثناء. شعار "البركة في الشباب" منطقي وواقعي والأكثر واقعية ومنطقية الكف عن المكابرة التي ستذهب بكرتنا إلى طريق مسدود عرفناه وخبرناه لكننا لا نتعلم من دروس كرة القدم بشكل جيد وواعٍ.