×
محافظة المنطقة الشرقية

أمانة الأحساء تبدأ في تنفيذ أطول جسر بـ 99 مليون ريال

صورة الخبر

أزعم أني مهموم بالصحافة السعودية ومطارد ومتابع لها منذ كنتُ طفلاً صغيراً، يَتردّد على (بَـقَـالة الـعَـمّ عَـلِـي اليماني) في حارتنا الشعبية بحثاً عن وصول الصُّـحف صباحاً، أما في المساء فكان البحث عن جريدة المسائية في أواخر أيام صدورها عام 1422هـ، وكانت تصدر عن مؤسسة الجزيرة!! وبعد عبور تلك الحُـقَـبة الزمنية، ومن خلال المتابعة أجد الصحافة السعودية الورقية، قد حققت خطوات تطويرية في استخدام التقنية الحديثة، وفي الشّـكل، وفي صياغة الأخبار الصحفية ولغتها؛ لكنّ صناعةَ الحوارات والتحقيقات والتقارير الإخبارية لم تواكب التّـطور في تلك المجالات؛ فهي في غالبها مَـكْـرُورة وسطحية، وأحياناً هامشية!! ولعل أقرب الشواهد موسم شهر رمضان المبارك، الذي لا يخلو كلّ عام من نفس الأسئلة والموضوعات في التقارير والتحقيقات في صحافتنا المحلية؛ ففي الحوارات: (كيف بدأتَ الصوم؟! وهل صــمت من خلف الزِّير؟! وهل جربتَ الصيام خارج السعودية؟ وما أكلتك المفضلة؟! ... وهَــلُـمّ جرا من تلك الأسئلة العتيقة)!! أما في جانب التحقيقات ففي عمومها لا تتغير؛ مما يؤكد بأنها تُــحَـاك بأسلوب القَـصّ والّلـصق؛ ولذلك لاتغيب عنّا التحقيقات إياها حول (جَــرّة الفُـول والـسّـوبيا، والزّحام عند الخياطين في العَــشر الأواخر)، وكأنّ الناس لا هَــمّ لها إلا الأكل والـشّـرب واللّـبس!! الصورة النمطية هَـذه، وغياب التجديد والابتكار في تلك الميادين الصحفية المهمة؛ يبدو له عدة عوامل منها: غياب الاحتراف والرّسْـمية عن التحرير في العديد من الصحف ، وهنا لا أملك إحصائيات دقيقة لكن أكاد أجزم من خلال الاطلاع العام بأنّ (80%) من كوادر صحافتنا في مجال التحرير هُـم من الهواة والمتعاونين بالقطعة الذين يقبضون مكافأة هزيلة بعضها لايتجاوز (500 ريال شهرياً)؛ لأن بعض المؤسسات الصحفية تبحث عن الأرخص والأقل تكلفة من العاملين. والعامل الثاني أراه في ضعف مخرجات أقسام الإعلام في الجوانب التطبيقية والمهنية، وقلة مراكز التدريب المتخصصة. وهنا الصحافة عموماً والورقية خصوصاً قد خسرت المعركة في (حُـروب الخَـبَـر) أمام سرعة وسائل التواصل الحديثة والصحف الإلكترونية؛ ولذا فلا ساحة تُـنَـاضلُ فيها من أجل البقاء على قِـيد الحياة إلا الحوارات والمقالات، والزوايا البعيدة في الخبر أو ما يحيط به من قِـصـص، والأهم الصناعة المتميزة للتحقيقات والتقارير التي تَـغُـوص في أعماق حاجات الناس وقضاياهم الإنسانية والفكرية، مع فَـرْض التدريب والاحتراف والرواتب المجزية المُـشَـجعة في العمل الصحفي، (فالـكُــرة أصبحت مهنة يقبض ممارسوها الملايين، بينما الغالبية العظمى من الصحفيين ما زالوا هواة يقبضون المَـلالِـيْـم)!! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain