اتهمني أحدهم يوما في «تويتر» بالزندقة، وكان ذلك كافيا لأن أقاضيه بموجب نظام النشر الإلكتروني لتلهب السياط ظهره، لكنني لم أفعل، فقد قدرت أنه مجرد «مدرعم» غر قاده طيشه للتعجل بآراء وتعليقات سرعان ما يندم عليها بعد أن يلتقط أنفاسه أو يستعيد عقله أو تضيف له السنين حكمتها! مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي أن العيار فيها فالت تماما، لذلك يقع الكثيرون في الزلل دون إدراك لخطوة قذف الآخرين بالتهم والشتائم التي تصل أحيانا إلى التكفير والتشكيك في الذمم ومس الأعراض والكرامات، ومثل هذه البيئة الموبوءة بالكراهية و «قلة الأدب» تعكس جانبا من غياب وعي الكلمة والاحترام في المجتمع، ولا أدري من يتحمل مسؤوليته؟! هل هي الأسرة التي ربت أم المدرسة التي علمت أم المجتمع الذي زرع الطباع؟! تريدون الصراحة هذه العقليات والسلوكيات لم تنشأ من العدم، هي تستمد نفسها من البيئة التي نشأ فيها هؤلاء المتجردون من أدب الكلمة وحسن الحوار، هم ثمرة ما زرع في حدائقهم، وصدى ما سمعوا في منازلهم! وربما أكون أخطأت بعدم التقدم بالشكوى ضد ذلك المُزَندِق، فتطبيق القانون على مثل هذه التجاوزات اللفظية هو تقويم وتأديب مستحق ربما ساهم في وأدها في مهدها، فليس يساهم في التمادي غير شعور الحرية المطلقة، والطمأنينية من المحاسبة! اللافت أن صاحب هذا الاتهام الخطير، تحدى بفضاضة كل من وبخه من المغردين على تجاوزه بأن طلب المباهلة مما يعكس أنه جاهل يبحث عن المزيد من الغرق بدل النجاة، لكن عندما جاءه التوبيخ من مغردة تضع صورة فتاة جميلة.. ساحت علومه!