حين تخفق منتخبات المملكة العربية السعودية، وخاصة منتخب كرة القدم، في أي بطولة، يتساءل المواطن العربي المتابع للرياضة: كل هذه الإمكانات المادية المتوافرة في السعودية.. ولا نتائج؟ هذه المعادلة غير المتوازنة، كانت من المواضيع التي يدركها الأمير عبدالله بن مساعد، فكان تركيزه عليها في أيامه الأولى كرئيس عام لرعاية الشباب، حيث قال بضرورة دعم الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية السعودية، في مقابل أن تكون الإنجازات بحجم الإنفاق، بخلاف ما هو حاصل الآن. الأمير عبدالله بن مساعد رابع رئيس لرعاية الشباب، ينتظر منه الجميع أن "يفلح" في شدّ العصب الأهم في الرياضة، الاستثمار والتسويق والوصول إلى التموين الذاتي، ومن ثمّ جني الأرباح للتطوير ومواكبة التقدم الكبير الحاصل في الأماكن الأخرى من القارة الأكبر، والذين يعتبرون أن الاستثمار الرياضي يكاد يكون الاختصاص الأول للرئيس الجديد لرعاية الشباب، يترقبون أداءه في المجالات الأخرى وخصوصاً التنظيمية والإدارية، وتشعبات هذه الأعباء في مجال يتصل بالغالبية من السعوديين، نعني في مجالات الشباب والرياضة حيث تدل الإحصاءات أن نسبة الشباب في المملكة تفوق الخمسين بالمئة. الذين يعرفون عن الأمير عبدالله بن مساعد واقعيته وأسلوبه العملي، يترقبون منه أن يفتح الآفاق للكفاءات الرياضية السعودية، ويمهد الطريق لشخصيات رياضية تمثل البلاد عربياً وآسيوياً خير تمثيل، وهذا ما باشر العمل به فعلياً بعدم جمع المناصب وحصرها بشخصه، كما كانت الحال عند من سبقوه، بحيث بات "الاستئثار" بالمناصب تقليداً أو أمراً مفروغاً منه أو مفروضاً حكماً، ولكن الرئيس الجديد بحث في اللوائح فلم يجد ما يحتم هذا "الاحتكار" للمناصب. وبالأمس القريب، دُفنت في المهد مسألة ترشيح سعودي لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وظهر "الفراغ" الهائل في الكيفية والاستعداد والاتصالات والآليات والدعم، وظهر المرشح السعودي مرشح نفسه لا مرشح بلده فكانت يده قصيرة، وعيون من يفترض أن يكونوا وراءه.. غير بصيرة . فمن بعد المرموق عبدالله الدبل ـ رحمه الله ـ "ومظلته" الواسعة آنذاك، ظهر الإرباك وقلة الخبرة وتمثل ذلك في طريقة ترشيح الدكتور حافظ المدلج وانسحابه من الانتخابات الآسيوية. الآن يقول الأمير عبدالله بن مساعد: عندنا شخصيات وكفاءات متعددة، وكأنه يزيح الغشاوة عن العيون والأبصار، وبمجرد طرح اسم الأمير طلال بن بدر كمرشح سعودي لرئاسة اللجان الأولمبية العربية، والأمير تركي بن خالد مرشحاً للاتحاد العربي لكرة القدم، وهما من المناصب العربية التي شغرت بتخلي الأمير نواف بن فيصل عن رئاستهما بعد استقالته من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بمجرد أن نطرح هذين الاسمين ندرك كم هي غنية الرياضة السعودية بمثل هذه "الثروات" البشرية.. ومما لاشك فيه أن أكثر من 40 شخصية قيادية سعودية ستخرج من جعبة الأمير عبدالله بن مساعد.