×
محافظة المدينة المنورة

أمير المدينة يؤدي صلاة العيد ويستقبل المهنئين

صورة الخبر

قبل أن تضرب الصواريخُ الفلسطينية بعضَ المستوطنات الصهيونية نجدها ضربت على نوايا المتاجرِين بالقضية الفلسطينية، فكشفت حجم الاختلاف وعمق الخلاف على المبدأ فيما بينهم. فمنذ احتلال اليهود فلسطين سنة (1948م) وبعض العرب منشغلون -في الظاهر- بجلاء المحتل الصهيوني عن التراب الفلسطيني، وكلٌّ يدعي وصلاً بالقضية الفلسطينية، ويرى ضرورة أن يكون هو حجر الأساس وكبير القوم في كل ما يتعلق بهذه القضية التي أصبح لها آباء كثيرون، وحراس وأوصياء، فتكاثر عليها المدَّعون، والله أعلم بما يوعون. وحتى يتضح المقصود خذوا هذه القصة التي كان أبطالُها (خصمَين وحَكَمَين وعامل أحدِ الحكَمَين)، حيث اتفق الخصمان على الإتيان بحَكَمين ليحكما بينهما ، وحسب العُرف السائد في القبيلة فلا بد أن يَسبق مجلس الحُكم (وليمة) لكل حَكَم بمنزل الخصم الذي ارتضاه، (وتتكرر) هذه الوليمة قبل كل جلسة حُكم، مما يعني أن الحَكَمين لن يصلا لحل مُرضٍ للطرفين من أوَّل جلسة؛ وذلك (لضمان استمرار الولائم)، وهو ما يعني تعدد الجلسات واللقاءات. وفي إحدى جلسات الحُكم (العديدة) استقلَّ الحَكَمان بنفسيهما (وخلصوا نجيًّا) كالعادة للتشاور في أمر الخصمين، وفي تلك الأثناء كان العامل موجودًا مع الخصمَين فأشار عليهما بصلح حظِيَ بالقبول والترحيب منهما، وعندما رجع الحَكَمان أخبرهما الخصمان بصلح العامل وأنهما قبلا به، فما كان من الحَكَم (سيدِ العامل) إلا أن عنَّف عليه وكاد أن يبطش به؛ بحجة تعديه على الأعراف، وعدم تقدير رأي سيده المبجل، ولعلكم عرفتم السبب وراء هذه الغضبة. من هذا نعلم أنه أتى على القضية الفلسطينية حينٌ من الدهر أصبح حلُّها يمثل تهديدًا حقيقيًّا لمصالح المتاجرِين بها، لذا فإن طول أمدها واستمرار مفاوضاتها وتعدد مساراتها، هو ما يوفر لهم فرصة الاحتفاظ بالملفات الشائكة والبقاء في الواجهة، وتلميع الأدوار، ولفت انتباه العالم، . وإلا كيف نفسر تحرُّك إنسانية الشعوب على مختلف أديانها وألوانها ولا تتحرك أُخوَّة الدِّين واللغة والدم لدى بعضهم؟ وكيف يُجرِّم بعضهم على غزة -حينما أصبحت كالغريق- استنجادَها بالآخرين تحت ذريعة أنهم وحدهم أقصد المجرِّمِين- حاملو هَمِّ القضية وهُم لم يقدموا برهانًا (عمليًّا) على هذا الزعم؟ العرب مع القضية الفلسطينية أمام خيارين: الأول- خيار مفاوضات السلام (النفعية) التي قاربت ربع قرن ولم تزل تراوح مكانها، ولم يتحقق منها إلا التمكين للصهيوني المحتل الذي اكتسب بسبب هذه المفاوضات مزيدًا من الشرعية لدى المجتمع الدولي، وزاد من تمدده الاستيطاني، في الوقت نفسه ضمنت للمتاجرِين بالقضية الفلسطينية البقاء في (دائرة الضوء)، ولذا نراهم يصرون على جعل (مفاوضات السلام) الخيار الوحيد الذي لا يُقبل غيره. الثاني- خيار المقاومة والصمود ومناكفة العدو من حين لآخر؛ للنكاية به، ولإشعاره والمجتمع الدولي بأن القضية لم تمت، وأن جلاءه لابد آتٍ طال ليله أو قصر، ولإيقاف أذرعته الاستيطانية التي تتمدد داخل الأراضي الفلسطينية. وهذا يقودنا لاستلهام حركات المقاومة والصمود بوجه الغرباء والمحتلين، وما جهاد صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين، وجهاد عمر المختار ضد الإيطاليين، ومليون شهيد جزائري ضد الفرنسيين عنا ببعيد. ولو أنا سلَّمنا بما يقوله المتاجرون بالقضية فهذا يعني أن ليل القضية سيتمطى بكلكله على صدور الفلسطينيين، ولن يحلموا بصبح النصر وزوال المحتل الصهيوني إلا مع تباشير نزول عيسى عليه السلام. وبعد..فلا غرابة أن يقف المتاجرون بالقضية الفلسطينية بوجه بعض المبادرات الدولية، والعمليات الشرعية للمقاومة الفلسطينية؛ لأنها قد تثمر حلاًّ للقضية تكون نتيجته الحتمية (غيابهم) عن المشهد، ولذا نراهم يصرون على خيار (عملية السلام) الممتدة لطيب جناها. Mashr-26@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (52) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain