أصبح رمضان موسما سنويا تتسابق فيه القنوات التلفزيونية لتقديم وجبات ترفيهية تغلب على المقدم في هذا الشهر. وإذا كانت المسلسلات الترفيهية قد تسيدت المشهد لسنوات فقد ظهر نوع من البرامج ذات الطابع الديني يزاحم لأخذ مساحة من خريطة البرامج واهتمام المشاهدين، وأضحى رمضان مناسبة لهذه البرامج برموزها ونجومها التي يحرص قطاع من المشاهدين على متابعتها وارتبطت أسماؤها بهذا الشهر بل إن بعضهم لا يظهر إلا فيه ويخصص نشاطه طوال العام على إعداد ما سيقدمه في هذا الشهر، ومنافسة القنوات الفضائية على جذب الجمهور صنعت ما يمكن تسميته بثقافة الصورة الرمضانية، وهي ثقافة تكونت من خيوط مختلفة بعضها تستند إلى عادات الناس في هذا الشهر وبعضها من ابتكار رجال التسويق واستغلال المواسم واستدراج المستهلك إلى ميدان يظن أن من صنعه وهو فيه مجرد أداة، وطالما أن هذه الثقافة قد أصبحت واقعا فليس من الحكمة أن يتركها أهل الثقافة لأهل السوق والتوقف عند نقد الظاهرة والتركيز على عيوبها واتهامها بالتسطيح واللهو بل يحسن أن يشتغل أهل الثقافة لتوسيع مساحة البرامج الجادة في المنتج التلفزيوني فليس كل الناس يبحثون عن الخفيف المسلي، هناك قطاع كبير يريد المفيد المفرح.
